المرجع السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس) أسس لمرجعية علمية عاملة مثقفة اجتماعية حركية مجاهدة مؤسساتية قوية تجاه الظروف المحيطة بها، وبكل نجاح واقتدار وشجاعة ووعي.
ولكي تستمر هذه المرجعية بأفكارها ورؤاها وما أسست له من مؤسسات وحالات، لابد من توفر مقومات ودعائم مهمة منها:
1 . وجود مجتهد عادل بل ومجموعة من المجتهدين العدول الذين تتلمذوا على يد الفقيه المرجع الراحل، وتفاعلوا مع مشروعه، وكانوا مصادر قوة له، وثبتوا على تحمل المسؤولية بوعي ومبدئية بعد رحيله، فهم من يتصدى لإدامة الزخم المرجعي لمدرسة الفقيه، وصيانة الإرث العلمي والعملي لمباني المدرسة وأطاريحها الفكرية، والمحافظة على الجانب والاجتماعي والجهادي الذي خطه المرجع المؤسس، وهم من يطوره، ويكمل بقية حلقاته.
2 . تواصل القاعدة الجماهيرية الواعية التي أزرت المرجع الراحل في مشروعه الديني والإصلاحي، وأنجحت مفرداته التأسيسية، وساهمت في تفعيل الحراك الشعبي باتجاه مشاريعه المجتمعية، وذلك بتواصلها الواعي العلمي والعملي مع القيادة المرجعية الجديدة التي انبثقت من رحم القيادة المرجعية الراحلة.
فالرمز المرجعي لا يمكن أن يبقى بجسده حياً على امتداد الحياة، لكنه يبقى ببقاء مدرسته ومؤسساته وطلبته ومريديه من الفقهاء والعلماء والمبلغين والمؤلفين وأساتذة الحوزات والجامعات، وتواصل القاعدة الجماهيرية الواعية على اختلاف شرائحها لمتطلبات ادامة سريان المشروع الديني في جسد المجتمع، وامتداد عطائه للأمة.
لقد نجح السيد الصدر الثاني قدس في التأسيس لمشروع إسلامي رائد أحيا فيه قيم الإسلام وأوصل صوتها إلى المجتمع، ووضع القواعد والمناهج الكفيلة بضمان الإدامة والاستمرار وإن أدلهمت السحب وتناثرت الأوراق.
فالصدر باق وحاضر في زمن الغياب.
الشيخ عمار الشتيلي
النجف الأشرف
٤ ذي القعدة ١٤٤٤ هج
ذكرى استشهاد السيد الصدر الثاني ..
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية