الكاتب: ثامر حكيم
إن منهج الشيخ اليعقوبي لا يعطي لنفسه القطيعة مع التجارب الإسلامية، بقدر ما يتفاعل وينتج، ويأخذ و يتكامل.
لذا فأنه أوعز إلى رجالات الثقافة الإسلامية استيعاب تجارب وكتب السيد الصدر الأول، والسيد الصدر الثاني ومطهري وشريعتي، و في نفس الوقت انفتح على فكر سيد قطب و المودوي.
بسم الله الرحمن الرحيم
في طور التعامل مع أي من الظواهر السياسية والاجتماعية و حتى الآيدلوجية، لا يمكن تخطي حركتي الواقع والتاريخ. و لا المضمرات الفاصحة عن طابع الظاهرة. وإن كانت تتجلى في شعارياتها الواضحة، لكن هي تبقى في النهاية محكومة الى الشبكية العقدية التي تؤمن بها، وتحاول بذلك تطبيقها.
من هذا المنطلق نتجه نحو الشيخ اليعقوبي (الظاهرة) لتفسير قراءاته الحضارية للإسلام، وأيضاً لتعليل هذه المنطلقات وإرجاعها إلى مضانها في ضوء (العمومية) المتصلة بالمنهج.
وتجدر الإشارة في معرض (العمومية) إلى ما يمكن أن نسميه الاتصال المنهجي لروح الثقافة الإسلامية والتعبير عن (النظرية الإسلامية) في اتجاه السلوكات والقيم و المفاهيم. و هو ما تصوغه الأدبيات الاسلامية (بالمرجعية الدينية).
وبما أن المرجعية مشخصة في الواقع (المرحلة) فهي ليست بمعزل عن الزمان والمكان والظروف المحيطة.
وتترشح عن ذلك خصوصية التجربة التي تضفي تعددية في التعامل و المسايرة، مع ما ينتجه الثابت والمتحرك الإسلامي، وأخيراً تصب هذه التفاعلية بين العمومية (المنهج) والخصوصية (التجربة) في تدشين الإسلام باتجاه مداومة ومعاصرة وتجديد.
إن كينونة الفقيه وانفتاحاته الاجتهادية والتطلعية تتراكم مع قيمة المعطى الإسلامي، ذلك أن الإسلام دعوة عالمية، ولم يكن انبثاقه في الشرق العربي انقطاعاً في السمات الحضارية، و صيرورة الإنسان. (و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (وما أرسلناك إلا للناس كافة).
ويسجل التعاطي الإسلامي في فكر الفقيه عتبة أخرى في هذا المجال، من خلال النص الفقهي-التشريعي على منع التقليد للمجتهد الميت، بما يميز التقليد من انتاجية في حركة الأخذ البشري الإنساني، وبناء لمنظوماته الفكرية وفقاً لنص السماء. وبالنظر لهذه التفاعلية الحضارية لا يتيح الفكر الاسلامي لنفسه الجمود والتقهقر.
في السياق نفسه، يتحدث القرآن (يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفو). مع ما يتيحه (التعارف) في مفهوم القرآن من انتاج للمعرفة و سبل الحوارالمقنع على اساس السلم الاجتماعي. ومن غير ما تمييز بين الشعوب والأمم، ومن غير ما مشادة عى العدوانية والاستكبار.
إن الخصائص الإسلامية (بمجموعها العمومي) تعطي الإسلام وجهة حضارية متميزة تتسق والإنسان في حراكه ومميزاته.
ومن خلال العلاقة التكاملية بين المعطى والفقيه تترسب البنية الثقافية وأطقم المفاهيم الحضارية، فيما أسميناه (التجربة) في خصوصية الشيخ اليعقوبي.
هذه الخصوصية في إبراز المنتج الحضاري تتمرأى –من زاوية- في رؤيته لفلسفة (الانتظار) عند الإمامية. الذي لا يعني الاكتفاء الكمالي وإعفاء المسؤولية، ومنه ينطلق لبناء الوعي في اتجاهين: فردي و اجتماعي، على صعيد النفس و الأمة، فيقول (إن وصول الأمة الى درجة من درجات الكمال لا يعفيها من مسؤولية المراقبة والعمل الجاد للاحتفاظ والسعي لمرحلة جديدة، هي مرحلة بناء الوعي، بناء النفس والمجتمع وفق الشريعة الإلهية).
و هذه الأبعاد تفضي إلى تخريج بمنتهى الرسالية، ومثل هذا التمشي يقود إلى ضرورة التصدي الاجتماعي من الفقيه، وأن يحمل عباب الاصلاح السياسي و الثقافي وغيره، الذي أسماه الشيخ (بالاجتماعي). بالإضافة إلى تربية النفس وصناعة الذات المميزة القادرة على الترقي الرسالي وفق ما تؤهلهُ لها الذات الأخلاقية، و انبعاث الروح. الأمر الذي نأى عنه كثير الفقهاء، وأوصدو أمامه أبوابهم.
الشيخ اليعقوبي يرى في فلسفة (الانتظار) مرحلة متقدمة عن ما ذكرنا قريباً. ذلك أن الإصلاح الاجتماعي لا يمكن أن يستنفذ أغراضه دون ثقافة المؤسسات التي يؤمن بها. واعتبرها الشيخ من مقومات (دولة العدل) بما تحملهُ هذه المفردة من قدسية فائقة في الفكر الشيعي، وما تبديه من مفعولية للحركة في اطار (الانتظار) بشقه الاجتماعي. لأنه يندرج تحت الاعداد ليوم الظهور الموعود للإمام (عج).
ويتحدث الشيخ اليعقوبي عن ذلك في معرض الكلام عن المؤسسات ويعتبره (ضمن الأعداد لدولة الإمام لأنها دولة مؤسسات تقوم على اساس توزيع الاستحقاقات على أهلها ووضع الشخص في الموقع المناسب) الملامح ج1ص402.
و هو يعود بنا إلى إشكالية البناء في مدرج الترقي الرسالي، إذ أنَ (تنمية القدرات على ادارة المجتمع وبناء دولة المؤسسات التي تحكم بين الناس بالعدل و التي تقدم للبشرية نموذجاً حضارياً مزدهراً راقيا ً يذهل البشرية و يدفعها إلى الأذعان بأحقيتها في قيادة البشرية) الملامح ج2 ص225.
و من جملة ذلك أيضاً مقولتهُ المشهورة (نحن بحاجة الى مشاريع اعمار كما نحن بحاجة إلى مشاريع استشهاد) الملامح ج2 ص223. وكانت هذه الاطلاقة مع جملة ممن ارتدو الأكفان، واحتشدوا معلنين استعدادهم للجهاد المقدس ، و الشهادة لرفعة مشروع المرجعية الإصلاحي، في سبيل الله. فكان الموقف استيعابياً بالجملة، ناسجاً قراءة متميزة لأدواته الحضارية، تستمد تميزها من استحضارها للممكن و الواقع ، وعدم تحجيم لطاقات الامة باتجاه بناءات الوعي، إذ يقول (كما اننا محتاجون لمشاريع الاستشهاد حينما يدعونا الواجب إليها، كذلك نحن بحاجة الى مشاريع اعمار لكل انشطة الحياة الفكرية و الاخلاقية و الدينية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية) الملامح ج2 ص226.
إن هذه الانفتاحات باتجاه الواقع و قضايا الإسلام ، و ان كانت تشكل تعددية في اتجاهاتها السياسية و الاقتصادية …الخ . الا انها تمثل في منظورها التحتي-الارساءي قابلية تجديدية لا تحيد عن منطوق التشريع . ذلك ان البنية التسلسلية للفقه باتجاه السياسة و الاقتصاد وغيرها ، تحتاج الى تعاملية مدمجة التركيب بالنسبة للفرد ، والمكون الجمعي لهُ (الامة)، وما يستتبع ذلك من استنباط تفسيري للجمع ، و تعميم للصياغة الفقهية .
لقد تكفل في صياغة ذلك كتابه (الاسس العامة للفقه الاجتماعي) الذي عمد فيه الشيخ اليعقوبي على تطبيع التأصيلات الإسلامية بمزية الفقه الشمولي في بعده الاجتماعي .
فيتحرك الفقه مع صيرورة الحياة و معالجة الواقع ، لتكون انجازاته في مدارات المستحدثات العصرية ، من المعاملات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية . كما عبر الشيخ اليعقوبي عن ذلك من خلال (اعادة ترتيب المسائل الفقهية و استخلاص النظم الاسلامية منها) سبل السلام ج1 ص8 .
والخروج (بنظم اسلامية) لايتأتى عن طريق اتجاهات تبريرية للواقع ، ولا في التفافات جزئية مبثوثة ، و لا حتى من خلال الفهم التعسفي لروح الاسلام ، بل من خلال رفع الواقع -بتعبيره- الى مستوى الفقه (التشريع) .
ويعبر اليعقوبي عن ذلك (بأن تصنيف المسائل الفقهية في جانبها التقليدي لا يوحي بوجود نظام اقتصادي او اجتماعي او تربوي او سياسي في الاسلام ) سبل السلام ج1 ص8 .
إن صيرورة هذه النظم يتوقف على مدى الاستيعاب العصري المتحرك لعدة عوامل موضوعية ، ترتبط بروح الحياة (المستحدثة) و الخلفيات الفكرية التي تقف وراءها . و من هنا يرى الشيخ اليعقوبي لزاماً على المرجعية ان (لا تنفك عن متابعة شؤون الامة الحياتية و قيادتها في قضاياها المصيرية فضلاً عن الجزئية) سبل السلام ج1 ص20 .
إن هذا يخرج الفقه من المحدودية الفردية الى تبويب الفقه و تصنيف موضوعاته بصورة تجعل من الاسلام (نظام شامل لتفاصيل الحياة و قادرعلى قيادة البشرية نحو السلام و السعادة و الخير) سبل السلام ج1 ص7 .
و يتأتى من ذلك وعي الشيخ اليعقوبي بأفرازه الاسس العامة للفقه الاجتماعي و احضار حركة الفقه في ابعاده الانسانية ، و تاسيس النظم الاسلامية خلاله . و استبطن هذا الفهم لحركة الفقه في اعطاء الاسلام مفهوم العقيدة الكونية التي ينبثق عنها النظام الاجتماعي البشري ، و ارساءات في ملامح المشروع الاسلامي العالمي .
وعمل اليعقوبي على محاكاة المجتمع بطرحه (الاسلام) في اطاره الواسع الشامل ، ونقل الاسلام كحظارة تحمل من القيمة الفكرية و الاخلاقية ما يعطيها الاولوية لقيادة الانسان نحو السعادة . وهذه الرؤية الشمولية في تكوين الفقه وتخريج النظرية الاسلامية جعلت من الشيخ اليعقوبي مرجعاً ذا ممكنات متعددة ، و في اتجاهات متعددة ، اوسعها تعاطيه مع الهم الاجتماعي و مدخلياته .
أما الاستنباطية (المحدودة) في الفقه التقليدي الفردي ، فلا يمكنها ان تقدم معالجات من هذا النوع ، فضلاً عن انها تكوَن فقه النظرية ، و انتاج (النظم) الاسلامية .
و هو بهذا قد فتح الفقه امام اعتبارات ذهنية و واقعية اتاحت المزيد من ادوات الاستنباط ، نظراً لتماسَها المباشر مع قضايا الامة ، و التي تكون عنده الرؤية الدليلية لصياغة الفتوى ، وبالتالي اعطت معالم جديدة من اثارات البعد الفقهي في الحياة الانسانية ، و ما يترتب على ذلك من اهداف للشريعة تكمن وراء احكامها .
كما ان تجربة الحضارية الاسلامية – بعموميتها – لا تعيش في الأحايين المعاصرة باكورة اثبات (الذات) ، و رصف المنهج التجديدي ، فلها في التاريخ نماذج خصيبة و حافلة بالتفاعلية الحية ، و ما يزال الكثير من اطروحاتها غضَاً طرياً.
وتتحدد خصوصية الشيخ اليعقوبي من ذلك بأستيعابه للمنهج التقليدي ، و من ثم صياغة التجديد . فقد اثبتت بعض التجارب استخفاف غير مبرر بالفكر التقليدي و فاعليته في المجتمع ، و كشفت في نفس الوقت عن وثوقية مفرطة همشت أجيالا من الفكر الناهض .
إن منهج الشيخ اليعقوبي لا يعطي لنفسه القطيعة مع التجارب الاسلامية ، بقدر ما يتفاعل و ينتج ، ويأخذ و يتكامل . لذا فأنه اوعز الى رجالات الثقافة الاسلامية استيعاب تجارب وكتب السيد الصدر الاول و السيد الصدر الثاني و مطهري و شريعتي ، و في نفس الوقت انفتح على فكر سيد قطب و المودوي .
كذلك هو يؤكد على الرجوع الى الذات ، التي عندها تتركز مفاهيم الاسلام ومنطلقاته الحضارية . (العودة الى الذات) عند الشيخ اليعقوبي هي المخرج الوحيد لحل النزاع ، وعندها تترى الرحمات .
ووصف الشيخ هذه العودة بأنها (العودة الى الله) تبارك و تعالى ، التي تجعل الانسان في مصاف الطهارة ، حيث الانبياء و همَ الرسالة الكبير ، وسلاحهم في ذلك الدعاء و التوكل والرجاء . مبدأ (العودة) يجعل من الاسلام مبعثاً للسمو و الترقي و صلابة الثقة و حتى الافتخار .
من جانب آخر فأن تأسيس مقولات الصراع العالمية لم تكن حميمة تجاه الاسلام ، حين تُترجم محصلاتها نحو اطلاقة صموئيل هنغتون في (ان البؤرة المركزية للنزاع في المستقبل المباشر ستكون بين الغرب ودول اسلامية) هنغتون ، صدام الحضارات ، ص17 .
كما أن الصراع (المرتقب) سيفترض نزاعات ثقافية مع الغرب ، الامر الذي حدى بهنغتون ان يبلور ثقافة الغرب بأنها (مستتبعة للقوة و للهيمنة السياسية) صدام الحضارات ،ص86 .
من هنا فأن تلويح الفكر الاسلامي بحدية المواجهة الحضارية مع الغرب يستلزم معرفة لوازم التغيير الواعي الذاتي .
ان الشيخ اليعقوبي استوعب ذاته – بالنظر الجمعي- حيت أطال النظر في (نحنيته) قبل ان يدرك مساوىء الغرب . ففي كتابه (نحن والغرب) يطرح مضمونات فرقة بين الحضارتين ، اذ يحدد اساليب المواجهة مع الغرب في أطروحة (الأسوة الحسنة) التي تقوم بعرض النموذج المعادلي الاسلامي .
فاليعقوبي استلهم ان الذات لا يمكن لها الاضطلاع بحمل عبء الرسالة والتخلق بدورها في ريادة الامم ، دون ان تنشل نفسها من العجز العضوي الذي تذكيه ضروب من الشلل ، التي اصابت اتجاهات الفكر و العقيدة و الاخلاق فيها.
(العودة الى الله) جزء من التنور الايماني الذي يدعو له ، و هو مزيج معتدل من المعرفة و التفكر النهضوي ، لا أضفاءات ظلامية و ايحاءت عابرة تخرج بالارتجال و البعثرة ، و تنتهي دون ان تلبي الحاجات المساسية للذات و التنور المشحون بقوة الايمان . كما ان مشكلات التخلف المزمنة كلها تتأتى في المرحلة الاولى من الذات .
وبذلك ركز اليعقوبي بقوة على مناخ النهج الاسلامي ببيان خصائصه و رؤاه ، و محاولة تأصيل (الفصل) العقدي و الأيدلوجي لمتبنياته المعرفية و الفكرية .
وهو في الجانب الذاتي ضمن الطرح التمايزي يستلزم اعلى درجات البناء و التأهيل النفسي ، حتى يمكن بالنتيجة تطبيق نموذج (الاسوة) و دورها الحضاري الاسلامي .
إن التعويضات المعادلة الاسلامية تبرمج عرضياً في الانطلاق نحو تحديد الخلل في الحضارة الغربية ، من جانب النظرية و التطبيق ، فيرى الشيخ (فضح النموذج الغربي على مستوى النظرية ، بمناقشة اصل مرتكزات حضارته ، و على مستوى التطبيق ، بتوعية المجتمع و الفات نظره الى جرائم المثل الغربي ، و بالخصوص الامريكي) نحن والغرب ، الشيخ اليعقوبي ، ص41 .
وينتقل الشيخ اليعقوبي الى ثنائية (الرسالة و السلوك) (النظرية و التطبيق) في وعي القائد و موقعه من خارطة الانتاج الاسلامي .
فالقيادة عند الشيخ يجب ان تستوعب الواقع و تجسده في سلوكها الفردي ليكوَن جذوة انطلاقها باتجاه الرسالة . فالرسالة لا تكون (فاعلة و مؤثرة و تؤدي دورها في حياة الامة اذا لم يكن حاملها مستوعباً لها قد أشرب بها و تمثلها في حياته) الاسوة الحسنة ، الشيخ اليعقوبي ، ص8 .
و يعطي هذا التمثيل من سمات القيادة في مكوناتها و انتماءها للدين الاسلامي في كل مدخلياته تجاه الحياة و الانسان . و كذا يكسب القائد – في فكر الشيخ اليعقوبي – امكانيات اعلى وقابلية ادائية واسعة ضمن سلوكيات نموذجية معبرة عن مبادئه ومقاصده الحقة .
وينظر الشيخ اليعقوبي الى (الرسالة و السلوك) نظرة اتصالية ممتدة ، نظراً (لعدم امكانية التفكيك بين الرسالة و سلوك القائمين عليها) الاسوة الحسنة ، ص9 .
ويجلي اليعقوبي جوانب القضية اكثر حين يعرج (الرسالة) (النظرية) على القائد ، فيلزم بأن يكون القائد ( صورة خارجية لها ، و هي صورة نضرية لهُ) . الاسوة الحسنة ، ص8 .
وعندما تكون الانعكاسية و التبادلية في النظرية و السلوك قائمة على الترابط و العضوية ، فأنها تحملنا الى نتائج الرسالة و الاحتفاء بها (فحينما نحتفل بذكريات المعصومين ، فأنما نستعيد بها ذكرى التطبيقات الكاملة للشريعة ، كما نحتفل بذكريات الشريعة نفسها ) الاسوة الحسنة ، ص11 .
وهذا يضفي على فكر الشيخ اليعقوبي وعياً اجتماعياً متقدماً ، يسعى بعيداً الى معالجة الواقع و استدعاء مضمونه الجوهري بحكم التمثيل المواجهي (المعوض) كما اسلفنا .
وبقدر ما يمارس هذا الفهم ادواته المتعددة في الواقع و النظرية فانَه يكشف و يلامس قضايا الاسلام و احتياجاته اكثر من غيره ، بفعل هذه المعايشة و العضوية نفسها . كما انه يختزن طابعاً استيعابياً شمولي الفهم ، و تقتضي هذه الشمولية تجسيداً بقدرها على مستوى التطبيق ، فيتيح انفتاحات موضوعية في نماذجها و وقائعها و انعكاس المعطى الاسلامي خلالها.
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية