البث المباشر
  • الرئيسية
  • من فكر المرجع اليعقوبي
  • أهل البيت
  • المناسبات الإسلامية
  • الدين والحياة
  • البث المباشر

ما أوذي مرجع مثل ما أوذي سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله)

ما أوذي مرجع مثل ما أوذي سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله)

01 ديسمبر 2025
19 منذ 8 ساعات

كتب فضيلة الشيخ حسن العلي (دامت بركاته) منشوراً جاء فيه

ما أوذي مرجع مثل ما أوذي سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله)؟

 

يكاد يُجمع المتابعون لمسيرة الحوزة العراقية الحديثة على أن سماحة المرجع الديني الأستاذ الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) مثّل حالة قيادية استثنائية قلّ نظيرها، سواء في حجم المشاريع التي طرحها أو في حجم التركة التي تحمّلها من أسلافه أو من حجم الضغوط والابتلاءات التي وُجِّهت ضده من كل اتجاه.

فالرجل لم يُفتح له طريق معبّد، ولم يجد بيئة حاضنة مهيّأة، بل شقّ مساره بين نيران متعددة: سياسية، وحوزوية، واجتماعية، وإعلامية، وغيرها من قوى داخلية وخارجية.

ومن هنا يصحّ أن يقال: ما أوذي مرجع مثل ما أوذي سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله)، إذا أخذنا بنظر الاعتبار تراكم الجبهات التي واجهها منذ استشهاد أستاذه السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) وحتى اليوم.

وفيما يلي أهم هذه الضغوطات:

1. ضغوطات الطاغية وجلاوزة البعث والأمن الصدامي بعد استشهاد السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره):

فبعد اغتيال السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) دخل العراق مرحلة قمع غير مسبوقة، خصوصاً تجاه من يُظن أنهم الامتداد الحقيقي لمدرسة السيد الشهيد الصدر.

وكان الشيخ اليعقوبي وهو أبرز تلامذته والمتصدي علمياً وتنظيمياً بعده للحوزة الصدرية وقواعدها الشعبية الكبيرة.

وكان الاستهداف على شكل:

– ملاحقات أمنية وتحقيقات مستمرة تعرّض لها سماحته.

– الرقابة المشددة على حركته ومنعه من التواصل مع القواعد الشعبية بسهولة.

– منع انتشار كتبه ومحاضراته ومنشوراته التوعوية للأمة إلا ما تم بالخفاء.

لقد كانت تلك الفترة سيفاً مسلطاً على كل من اقترب من مدرسة الصدر، وكانت مهمة البقاء على قيد العمل العلمي والجهادي محنة بحد ذاتها، ومع كل هذا فقد كان سماحته هو الناطق الوحيد في الساحة وصاحب المواقف المشهودة للدفاع عن الدين وعن الحوزة، بالحكمة والجرأة والثبات.

2. ضغوطات أبناء الخط الصدري ومحاولات تهميشه وتكذيبه وعزل قاعدة السيد الشهيد عنه:

بعد سقوط النظام الصدامي دخل الخط الصدري مرحلة اضطراب، وتصدّرت المشهد أصوات متعددة لم تمتلك عمق المدرسة ولا فهم مشروعها.

وأراد البعض احتكار إرث السيد الشهيد، مما جعل الاتباع ينظرون بقلق وريبة إلى شخصية مرجعية راكزة مثل سماحة الشيخ اليعقوبي، القادر على حمل المشروع بميزانه العلمي والتنظيمي، فظهر:

– التشكيك بعلاقته بالسيد الشهيد رغم وضوحها العلمي والعملي.

– الحملات الإعلامية المنظمة التي تهدف إلى طمس موقعه الطبيعي ضمن الامتداد الصدري الحقيقي.

– مزاحمته في الميدان وخنق نشاطه في بعض المناطق الصدرية.

– عزل القواعد الشعبية عنه عبر اتهامات لا أساس لها.

وهذا النوع من الأذى يُعدّ الأشد إيلاماً لأنه يأتي من المحسوبين على نفس المدرسة.

3. ضغوطات الحوزة التقليدية ومحاولات تهميشه وتكذيبه وفتح الأبواق عليه لتسقيطه:

لم يكن الطريق الحوزوي سهلاً، فمدرسة الصدر بكل حيويتها الفكرية والقيادية لم تكن محبّذة لدى البعض.

ومع بروز الشيخ اليعقوبي كشخصية علمية وقيادية مؤثرة، بدأ:

– التقليل من شأنه العلمي رغم شهادة أستاذه السيد الشهيد الصدر باجتهاده في حياته، ونتاجاته العلمية متواصلة.

– حملات التسقيط الخفية والعلنية في بعض المحافل العلمية والإعلامية ومازالت، بتوجيه من بعض أبناء المراجع.

– عدم الاعتراف بمكانته المرجعية في بدايات الأمر وإلى الآن رغم قوة أبحاثه وكثرة من شهد من المراجع والفقهاء المعاصرين باجتهاده ونبوغه العلمي.

– تشويه صورته داخل الوسط الحوزوي بطرق غير أخلاقية.

وهذه الضغوطات كانت تهدف لصناعة فراغ في الساحة الصدرائية كي لا يبرز مرجع من هذا الخط، يمتلك مشروعاً إصلاحياً يعيد ترتيب أولويات الدين والمجتمع من هذه المدرسة المعطاءة.

4. ضغوطات الساسة والأحزاب الفاسدة وإلقاء التهم عليه بسبب تدخله الواعي في السياسة:

منذ اللحظة الأولى لسقوط الطاغية، أعلن سماحة المرجع الأستاذ بوضوح أن السياسة جزء من الدين، وأن تركها للفاسدين خيانة للدين والوطن.

وهذا جعله على مواجهة مباشرة مع:

– أحزاب تريد غطاءً شرعياً ولكنه رفض إعطاءه إلا لمن يستحق.

– سياسيين فاسدين انزعجوا من مواقفه الواضحة ضد المحاصصة والفساد وإهمال المجتمع وتردي الخدمات وعدم نصرة الدين.

– جهات إعلامية غذّت الإشاعات لتشويه صورته ومازالت.

ولهذا أصبحت السياسة منصة أخرى للأذى بدل أن تكون ساحة للعمل المشترك.

5. ضغوطات بعض الدول الإقليمية ودول الاستكبار ضده وتهميشه إعلامياً:

بعض القوى الإقليمية والدولية تفضّل نموذج المرجع المنكفئ أو الساكت لتمرر مخططاتها بسهولة، ولا ترتاح لوجود مرجع:

– صاحب مشروع نهضوي، يؤمن بالنهوض بالعراق ويقوده لذلك.

– يرفض التبعية لأي قوة خارجية.

– ويرفع شعار استقلال القرار الوطني.

– ويطالب بحقوق المجتمع المضيعة وخاصة الشيعة باعتبارهم المكون الأكبر في هذا البلد.

ولذلك:

لم يُمنح حضوره الإعلامي الطبيعي رغم حجم جماهيريته ومشاريعه، وعُتّم عليه مقصوداً كي لا يظهر كمرجع قائد في الساحة العراقية، وقوبلت خطاباته ومبادراته بالصمت الدولي لأنها لا تخدم أجندتهم لعزل العراق عن قيادة إصلاحية حقيقية.

6. عدم التفاف المجتمع حوله بسبب الجهل وتصديق التهم الباطلة:

أحد أشد أنواع الأذى:

أن تكون صاحب مشروع واضح، لكن المجتمع بسبب الفوضى الإعلامية والأجواء المتوترة لا يُنصفك، فتترتب على ذلك عدة نتائج:

– أغلب المجتمع يصدق بالإشاعات ويبني عليها مواقفه.

– الحكم السريع دون أدلة ودون تمحيص.

– الجهل بطبيعة المنهج العلمي والعملي الإصلاحي، الذي تكون نتائجه في الغالب غير سريعة التحقق.

– حملات ضخّ إعلامي متواصلة للتشويه والتسقيط وهي مستمرة من جهات حوزوية وغيرها.

فأصبح المجتمع اليوم للأسف مرآة للأصوات الأكثر صخباً وضجيجا لا للأكثر صدقاً واعتدالاً.

7. عدم الطاعة الكاملة له من قبل بعض أتباعه:

حتى داخل الدائرة القريبة، هناك من:

– لم يستوعب مستوى مشروعه والالتزام به.

– أو لم يلتزم بتوجيهاته التي تتطلب تضحية وانضباطاً عالياً.

– أو قصّر في رفع راية المرجعية كما يجب.

– أو خضع للظروف الاجتماعية والإعلامية دون ثبات، وانجرف معها.

وهذا النوع من الأذى يُشبه أذى الأنبياء من قومهم:

محنة داخلية أصعب من المحن الخارجية.

وأخيراً مرجعية خطيب المراجع شيخنا الأستاذ، ابتليت فثبتت ورغم هذا الكمّ من الضغوطات، لم يتراجع سماحته عن مشروعه الإصلاحي، ولم يساوم على مبادئه، ولم يقبل المداهنة مع الباطل، ولم يبحث عن سلطة أو شهرة، بل واصل البناء: فكرياً، وفقهياً، وتربوياً، وسياسياً، واجتماعياً.

وهذا ما يجعل كثيرين يجزمون أن ما مرّ به سماحته يندر أن يجتمع على مرجع ديني واحد في عصر واحد.

إنها مدرسة امتحان وصبر وثبات تستحق التأمل والاقتداء.

نسأل الله تعالى أن يفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأن يفرج عنا بفرج مولانا صاحب الزمان (عليه السلام).

 

ليلة 9/ ج2 /1447… حسن العلي

 

مشاركة المقال:

مقالات مشابهة

دعوة لتفعيل الخطاب الفاطمي الاخير

بين(رهط شعيب)ورهط الإصلاح:قراءة سياسية في خطاب الشيخ اليعقوبي

تحليل نفسي لظاهرة البكاء ومعانقة المطربين

الجدول

  • على الهواء
  • التالى
  • بعد

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

مناسبات شهر ربيع الاول

شهادة الامام الحسن العسكري ع

8

ولادة النبي الاكرم (ص)

17

ولادة الامام جعفر بن محمد الصادق ع

17

تابعنا

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لقناة النعيم الفضائية