من نعم الله العظيمة على المسلمين تكليفهم باحكامه تعالى ، وجعلهم من الهداة لها ، والمدافعين عنها.
ونحن اليوم نعيش في زمن ظهرت فيه المعاصي عياناً بحفلات ماجنة مختلطة تجرح الحياء ، وتخدش العفة في مجتمع مسلم تربّى على تعاليم نبيه صلى الله عليه واله ، واحكام كتابه ، واخلاق اهل البيت عليهم السلام ، وتربية العوائل النجيبة الكريمة الاصيلة.
بينما لا نرى مدافعا عن الدين الّا القليل ممّن وفقه الله تعالى لذلك.
وقد ورد عن اﻷمام الباقر (عليه السلام) : اوحى الله عز وجل الى شعيب النبي (عليه السلام) اني معذب من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم وستين من خيارهم فقال (عليه السلام) : يارب هؤلاء اﻷشرار فمابال اﻷخيار ؟ فأوحى الله عزوجل اليه 《داهنوا اهل المعاصي ولم يغضبو لغضبي》
الكافي 《ج5 ص 55》
فعلينا ان نغضب لله تعالى اذا عصي في الارض ولا نسكت ونهادن المنكر بل نغضب بالحكمة والموعظة الحسنة وبحسب مراتب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
واليوم الفرصة كبيرة أمام اخواننا واخواتنا المحامين والقانونيين والقضاة لممارسة وظيفتهم الشرعية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة وبادوات القانون المتعارفة.
نأمل أنْ نرى وجوهاً طيبة واصواتاً كريمة تعلو بنداء الحق والعدل والغيرة والحمية لدين الله ورسوله والحفاظ على اعراف مجتمعنا المسلم الطيب الاصيل الذي كان ولازال مهد الحضارات ومهبط الوحي والرسالات ومأوى الاولياء الصالحين وعاصمة المهدي الموعود .
( وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
ميثم الفريحي
غرة حمادي الاخرة 1447 هـ
النجف الأشرف