البث المباشر
  • الرئيسية
  • من فكر المرجع اليعقوبي
  • أهل البيت
  • المناسبات الإسلامية
  • الدين والحياة
  • البث المباشر

مراهقة البنات بين الاعتدال والانحراف

مراهقة البنات بين الاعتدال والانحراف

22 نوفمبر 2025
15 منذ 20 ساعة

من أصعب المراحل العمرية وأخطرها على البنت هي مرحلة المراهقة التي تبدأ بشكل بسيط في أول البلوغ من السن التاسعة من عمرها حتى تأخذ بالتزايد في سن الثانية عشر وإلى سن الواحد والعشرين تقريباً، وكلما ظهرت عليها علامات البلوغ والأنوثة وبرزت أكثر اشتدت عندها المراهقة.

وقبل الحديث عن المراهقة ينبغي تعريفها لغة واصطلاحاً.

 

أما في اللغة ” المراهقة ” :مشتقة من الفعل “راهق”، والذي يعني ” اقترب من”.

” وراهق الغلام فهو مراهق، إذ قارب الاحتلام “، كما في الصحاح للجوهري ج٤ص١٤٨٧.

و المراهق : ” الغلام الذي قارب الحلم”، كما في العين للفراهيدي ج ٣ص ٣٦٧.

و”رهقته رهقًا أي دنوت منه”، الصحاح للجوهري ج٤ ص ١٤٨٧.فتعني هنا قربت البنت المراهقة من الاحتلام.

 

وأما ” اصطلاحاً ” ، فهي مرحلة انتقالية معقدة ما بعد الطفولة إلى النضج، تتميز بالنمو المتزايد وحدوث تغيرات جسدية وعقلية ونفسية وعاطفية واجتماعية، تبدأ مع مرحلة البلوغ من سن التاسعة إلى الواحد والعشرين عامًا تقريباً.

وهذه المرحلة العمرية للبنت وهي في سن المراهقة تكون حسّاسة وخطيرة تحتاج من الأهل المتابعة والرعاية والتوجيه والتثقيف والتبصير ؛ لأنّ البنت تحاول إثبات ذاتها ورسم هويتها الخاصة وفرض رأيها وتلبية رغباتها واهتمامها بمظهرها الخارجي بشكل متزايد والعناية ببشرتها وجمالها لتكون مقبولة إلى درجة تخاطر بنفسها وشرفها وسمعتها وسمعة أهلها بإقامة علاقة ما يُسمّى بالحب لإثبات أنها محبوبة ومرغوبة رغم أن هذه العلاقات في سن المراهقة من الأوهام التي سرعان ما تتبخر وتنتهي مع ما يصحبها من أزمات ومشاكل ومخاطر؛ لأنها لا تستند إلى رؤية موضوعية وشرعية كالتكافؤ العلمي والاجتماعي والاقتصادي والايماني والأخلاقي وما إلى ذلك من الفوارق المهمة التي لا يحصل غالباً من دون وجودها توافق وانسجام، كما أنّ عمدة ما تبحث عنه المراهقة هي المظاهر وتحقيق الأماني والرغبات الجنسية والشعور بالنضج من دون النظر إلى النتائج السيئة والعواقب الوخيمة عليها وعلى محيطها العائلي.

فطموحات البنت المراهقة إن لم تكن مهذبة ومنظمة ومشروعة وتحت رعاية الأهل تجعل البنت في حالة من الإقفال العقلي والاضطراب النفسي والعاطفي والهيجان الشهواني الجنسي، وبالتالي تنشغل البنت المراهقة عن الدراسة وعن ممارسة الهواية المناسبة لها وتعيش العزلة والإنزواء عن الأهل لتفضي بأسرارها وأسرار عائلتها إلى شاب مراهق مثلها وإلى زميلاتها في المدرسة من نفس تفكيرها لتظهر بمظهر المستقلة والعشيقة والمتحدية للأهل والإدارة المدرسية.

ومع كل هذا فإنّ المراهقة تعيش صراعات نفسية وفكرية وسلوكية وضغوط كثيرة بين رغباتها الشهوانية ومطالب أسرتها بالتفوق الدراسي والنظرة الاجتماعية والمواقف الشرعية، فتكون محصورة وينتابها القلق والاضطراب النفسي والاكتئاب والعزلة وكثرة النوم والعناد والتمرد والعصيان والتجاوز على الآخرين حتى لا تعرف كيف تتصرف؟ وكيف تتعامل داخل الأسرة وخارجها؟ فتكون في حيرة ودوّامة لا قرار لها إلا بالعودة إلى الأهل والعقل والدّين ليضبط إيقاع تفكيرها وحركتها وعاطفتها ونفسيتها وسلوكها وتعيش حياة مستقرة هانئة مفعمة بحب الأهل وحنانهم وحرصهم وتوجيههم لتحقيق طموحات أصيلة ومشروعة تجلب لها السعادة الدنيوية والأخروية.

********

ومن هنا يُمكن تقديم (( بعض النصائح للبنت المراهقة)) .

********

 

” أولاً “: أن تبتعد عن العزلة وتقترب من معاشرة أهلها وبالأخص الأم والأخوات.

 

” ثانياً “: أن تتحدث عن شعورها وهمومها وحاجاتها إلى أمها وأخواتها فهُنَّ أحرص الناس عليها، ويُمَثِّلنّ الناصح الأمين على قضاياها، وهذا مما يزيل الكبت والاكتئاب.

 

” ثالثاً “: أن تستمع إلى النصائح والإرشادات التي تخدم مصالحها الدنيوية والأخروية وتعمل عليها بجد واجتهاد، ولا تتكبر على الناصح ولا تنفر منه؛ فإنّه حريص وأمين عليها، وأن تتعلم الحوار الإيجابي مع الآخرين ولا ترفع صوتها بشكل يبعث على الاشمئزاز؛ وكما قال تعالى : (( وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ)) لقمان/ ١٩.

 

” رابعاً “: أن تجتنب رفيقات السوء من الجيران أو قريناتها معها من طالبات المدرسة، فإنّهنّ وباء وبلاء عليها.

 

” خامساً “: أن تعتز وتفتخر بنفسها ما دامت تسلك طريق الشرف والعفة والعلم وتحافظ على نفسها وعلى أسرتها.

 

” سادساً “: أن تهتم بنظافتها وطهارتها وحُسن الخُلُق والصدق في الحديث واحترام الكبير.” سابعاً “: ينبغي التمييز بين الحب والشهوة، فالحب لا يكون إلا عن معرفة ويستند إلى أسس رصينة تعتمد التكافؤ في العلم والإيمان والإخلاص والصدق والشعور العاطفي المتبادل وبطرق شرعية لا يشوبها الحرام.

وأما الشهوة فهي تعبير عن انجذاب جسدي يكثر فيه الحديث عن الرغبة في الاحتضان والقُبلة والنوم سوية وما إلى ذلك مما تُفرزه الهرمونات وتثيره الغريزة الجنسية ، وهذا ليس فيه حب وإنما لأجل قضاء حاجة وتنتهي، وإذا ما انتهت هذه الحاجة تنتهي العلاقة وتُرمى البنت إلى المزبلة لا يتقدم إليها أحد.

 

” ثامناً “: على البنت المراهقة أن تهتم بدروسها وتتفوق فيها، وأن توجد لها هواية تمارسها أثناء فراغها كالقراءة للقرآن الكريم وحفظه وتلاوته والتدبر فيه أو للكتب الدينية أو قصص الأنبياء وحياة الأئمة الطاهرين أو تلعب الرياضة لتحفظ اللياقة البدنية أو الحياكة والخياطة أو الرسم أو الطبخ ومساعدة الأهل أو تذهب مع أهلها لزيارة مراقد أهل البيت عليهم السلام وغير ذلك من الأمور الكثيرة التي تملئ بها الفراغ ولا تعيش الوحدة والعزلة والاكتئاب ووساوس الشيطان.

 

” تاسعاً “: لابد من الاهتمام بالصحة البدنية والنفسية وأخذ القسط الكافي من النوم لتحصل على النشاط البدني والتركيز الذهني.

 

” عاشراً “: البنت الحريصة أيضاً هي مَن تتناول الأطعمة الصحية والمفيدة للدماغ والقلب وسائر الجسد بوجبات غذائية متوازنة لتقوية الجسد والحفاظ على نموه ورشاقته.

 

” الحادي عشر ” : تجنب استخدام أجهزة الإتصال والكمبيوتر والتلفاز لمشاهدة الأفلام والمسلسلات المحرمة التي تثير الشهوات وتسرد قصص الحب والغرام والانحراف، فإنها إن لم يكن استخدامها منضبطاً وبشكل واعٍ وهادف ستكون وسائل هدّامة للفرد والأسرة والمجتمع.

 

” الثاني عشر “: ليس هناك أفضل من تنظيم الوقت وتقسيمه بين الدراسة وممارسة الهواية والجلوس مع الأهل والأقرباء والصديقات المحترمات المهذبات، فإنّ ذلك مما يُعزز الثقة بالنفس ويبني الشخصية ويطورها ويملئ الفراغ ويطرد آفات الشيطان.

 

” الثالث عشر “: تجنب البنت تقليد غيرها من البنات والنساء الشاذات والمنحرفات من بنات الليل والملاهي والسفارات وإن حملن شهادات أكاديمية والتي لا قيمة علمية لها كما هو شائع اليوم ومما يكثر الترويج لهن على التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات النسوية، حيث يتم إشاعة الفكر واللبس والسلوك الشاذ والمنحرف والمعادي للدين والأخلاق السامية؛ ولذا فإنّ التقليد الأعمى والساذج لهن ومن دون نقدٍ بنّاء لهذه السلوكيات المنحرفة يكشف عن ضعف عقلية هذه البنت المراهقة واستسلامها المهين لشهوتها وميولها الجنسية على الجانب العقلي والديني بما يؤدي إلى فسادها وانحرافها والدخول في عالم الشذوذ والنزاع والمشاكل والضرر.

 

” الرابع عشر “: أن تجعل البنت المراهقة لها قدوة وأسوة في حياتها من النساء الكاملات وأعلاها مرتبة فاطمة الزهراء عليها السلام وزينب الحوراء؛ فإنّ هذا يساعدها على الهداية والاستقامة والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وتكون محبوبة ومحترمة ومرغوبة من قبل جميع الناس.

 

ايه الله السيد أبو الحسن حميد المُقَدَّس الغريفي

 

النجف الأشرف

مشاركة المقال:

مقالات مشابهة

تحليل نفسي لظاهرة البكاء ومعانقة المطربين

تذكرة: إلى القانونين والمحامين والقضاة 

الغناء.. أفقر المصريين ودمّر العراقيين !

الجدول

  • على الهواء
  • التالى
  • بعد

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

مناسبات شهر ربيع الاول

شهادة الامام الحسن العسكري ع

8

ولادة النبي الاكرم (ص)

17

ولادة الامام جعفر بن محمد الصادق ع

17

تابعنا

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لقناة النعيم الفضائية