قال تعالى: ﴿كُنتُم خيرَ أمةٍ أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهَون عن المنكر﴾ [آل عمران: 110].
نحمد الله سبحانه وتعالى أن شرفنا بالتوفيق لنيل فرصة الطاعة، والمساهمة في أداء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تلك الفريضة التي تميز بها الأنبياء والأوصياء، وحمل رايتها العلماء والمراجع، والخطباء والمبلغون والمبلغات، فكان لهم شرف إحياء هذا النهج المبارك، عبر:
الإجابة على الأسئلة الفقهية،
ودفع الشبهات بأنواعها،
وإقامة صلاة الجماعة،
وكذلك النشاطات التبليغية في المواكب المنتشرة ضمن الرقعة الجغرافية التي يتواجد فيها طلبة العلوم الدينية من المبلغين والمبلغات، سواء داخل المواكب التابعة لهم أو المواكب المجاورة التي تطلب وجودهم لإقامة مجالس الوعظ والإرشاد، والجلسات النقاشية.
ونؤكد أن هذا لا يختص بالمبلغين من الرجال بل حتى المبلغات مدعوات لإقامة مجالس نسوية في المخيمات المخصصة للنساء، إحياء للهداية، وبثاً لروح الوعي والإيمان.
وفي هذا السياق، نضع بين أيدي إخوتنا أصحاب المواكب الحسينية المباركة، جملة من التوصيات التي تضمن تحقيق مراد سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، وتجسد أهداف نهضته الخالدة:
أولاً:
عدم وضع الطعام على امتداد الطريق، مراعاة لإخواننا في غزة الصمود الذين يتضورون جوعاً وعطشاً، بل يقتصر توزيع الطعام داخل الخيام أو بالقرب منها لمن يرغب بذلك.
ثانياً:
حث الناس عامة، والجمعيات الخيرية والإنسانية خاصة، والحكومات على وجه الخصوص، على دعم أهل غزة والتبرع لهم، امتثالاً لدعوة المرجعيات الدينية الحركية المباركة، ويتم ذلك بوضع لافتات تحمل علم فلسطين وكذلك بعض العبارات المؤثرة التي تحث على ذلك، مع بعض الصور التي تصور الحالة المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني الصامد.
ثالثاً:
نصب خيمة خاصة بالمبلغين للتوجيه والإرشاد الديني، وأخرى مخصصة للمبلغات لنفس الغرض، بما يضمن تفعيل التبليغ في أجواء الموكب.
رابعاً:
تهيئة مكان مناسب لإقامة صلاة الجماعة، مع توفير الخدمات الملائمة والتي تظهر هذا النشاط بأبهى صورة، لأنه من الأهداف الهامة التي سعى لتحقيقها سيد الشهداء (عليه السلام).
خامساً:
توفير فولدرات وبروشورات تضم زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، مرفقة ببرنامج تثقيفي موجه للزائرين الكرام، وكذلك بعض الإرشادات التي تبني كيان الأسرة والشباب لأنهم عماد المستقبل.
سادساً:
توفير مكبر صوت مع رام، يبث القرآن الكريم، والأدعية، والقصائد الهادفة والفكرية، مع مراعاة أن لا يكون الصوت مرتفعاً بشكل يزعج الزائرين الكرام.
سابعاً:
توفير كتب للمطالعة، يتم اختيارها بعناية حيث تكون سهلة الألفاظ عميقة المعنى.
ثامناً:
توفير فلكسات تحمل عناوين متنوعة، تتضمن فقرات تثقيفية، مع ورق A4 فيها أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) تعلق على أظهر بعض الزائرين الراغبين بنشر الوعي.
تاسعاً:
إقامة حملة ختمة مليونية لسيد الشهداء (عليه السلام)، من خلال توزيع صفحات من القرآن الكريم على الزائرين لقراءتها.
عاشراً:
توفير مخيمات خاصة لتثقيف الأطفال وربطهم بالقضية الحسينية وبأساليب مبسطة، مع تسليط الضوء إعلامياً على المواهب لدى هذه الفئات العمرية.
حادي عشر:
وضع جدار حر يتم من خلاله اختيار قضية عامة لكل يوم ومنها مكافحة المخدرات.
الثانية عشر:
تشكيل لجنتين داخل كل موكب:
الأولى: لجنة النظافة للحفاظ على بيئة طاهرة تليق بالشعائر وتعكس مبدأ النظافة من الإيمان.
الثانية: لجنة الأمنيات لضبط النظام العام والتعامل مع أي حالات طارئة بالتنسيق مع أقرب قوة أمنية متواجدة وبحسب الضرورة على أن يكون العاملون فيها من أهل الاختصاص ويمتلكون سعة صدر.
نسأل الله أن يبارك في جهود المؤمنين والمؤمنات، ويجعلنا من الذين يحملون رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) قولاً وفعلاً، خدمة للدين، ونصرة للمظلومين، ووفاء لدماء الشهداء.
والحمد لله أولاً وآخراً، وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.
مجيد العبودي