سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي مصداق المرجع الذي لا تهجم عليه اللوابس .
-الحلقة السادسة –
في خطاب سنة ٢٠٠١ تناول سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي فقه المواجهة مع الكفار والطواغيت:
١. وهو يشمل مواجهة الظلم والاستبداد وانتهاك حقوق وكرامة الانسان سواء كان الفاعل مسلما ظاهريا ظالماً جائراً او كان كافرا مستكبرا وفي ذلك دلالات تربوية وتهيئة الامة للتدافع مع مشاريع الغرب المتوقع قدومها مع الغزو الامريكي للعراق الذي بانت مؤشراته حينها ….
ويركز خطاب المرجعية على الجانب المعنوي و تغذية المؤمنين بالزخم الروحي المؤهل لهم تحمل مسؤولية مواجهة هذا الطغيان والظلم والاستبداد ، ويستحضر الشواهد القرآنية التي تمثل الاطار العام لهذه المواجهة ،، فالله تعالى مولى المؤمنين يرعاهم ويتولى تربيتهم وسعادتهم وصلاحهم بينما الكفار والطغاة لا مولى لهم وانما مولاهم الشيطان الضعيف الذي يفرّ عند المواجهة .. وان تعرض المؤمنون لآلام في المواجهة فان الظالمين يلقون ذلك ايضا ، والفرق انكم ترجون ما عند الله في الاخرة فلا خسارة ، بينما هم لا يرجون ما عند الله شيئاً الاّ العذاب الاليم …
وينبّه الخطاب الى حقيقة مهمة يثبتها القرآن الكريم ان النصر والهزيمة امام العدو الخارجي – الكفار – انما هي فرع النصر والهزيمة مع العدو داخل النفس الإمارة بالسوء وهو الشيطان .
2. يؤكد حقيقة ان الخطوة الاولى على طريق النصر هي اصلاح الذات وتطبيق المنهج الالهي على النفس اولا ، ولا قيمة للنصر على الظالمين والكفار اذا لم يقترن بالنصر على الشيطان والنفس الامارة بالسوء واخلاص العمل لله سبحانه .
3. أشار الخطاب الى فقرة تستحق التأمل والتحليل وهي (لان العمل ان لم يكن ابتغاء مرضاة الله فهم والكفار على حد سواء وكلاهما اهل دنيا وما لهما في الآخرة من نصيب ….. وفي هذه الاشارة درس بليغ لكل من يتصدى لادارة شؤون المجتمع العامة ، فان مجرد الانتماء الشكلي الى جهة ذات عنوان مقدس او التلبس بأوصاف وعناوين ظاهرية ينفصل حاملها ومدعيها عن مضامينها ومبادئها في سلوكه العملي تقود الى نفس نتائج تسلط الطغاة المعلنين العداوة للدين ..
4. ومن الأمثلة التي يطبق الخطاب عليها هذه القاعدة والحقيقة المهمة في حياة المجتمع … ويلفت الانظار الى الدولة الصهيونية مثلا هي احد الاعراض المرضية التي تظهر على جسد الامة نتيجة وجود مرض كامن فيها هو العلة لهذه الاعراض ، والمرض هو ابتعاد المسلمين عن المنهج الالهي في حياتهم … وان الامة تقترب من النصر على أنفسها بمقدار ما تعود وترجع الى الله تبارك وتعالى
5. أخيراً نذكر أن طرح مثل هذه المفاهيم وبهذا المستوى من الوضوح والتفصيل في ظل نظام مستبد نهجه الطغيان والجور يعبر عن التزام مسؤول بوظيفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر دون تردد او مجاملة ، والتزام بوجوب تعليم وتوعية الامة بما يجري حولها من احداث ومخططات عدوانية خبيثة وتنمية شعورها العام بالمسؤولية الاجتماعية الذي يستنهض كوامن طاقات الامة ويجمع مصادر قوتها باتجاه الاهداف الاسلامية والإنسانية العليا .
عبد الزهراء الناصري