تكلمت في وقت سابق عن بعض الأعمال التي بيّنها لنا المعصومون (عليهم السلام) لدفع المرض والوباء ورفعهما وهذا العمل كان الصدقة بكل مصاديقها وقد ذكرت في المنشور مصاديق الصدقة التي ذكرها المعصومون (عليهم السلام) ولو طبقناها لدفع الله بلطفه ورحمته البلاء والوباء ورفعهما عنا[1].
في هذا المنشور سأوضح طريقا آخرا ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز والمعصومون (عليهم السلام) في أحاديثهم لدفع البلاء وهو طريق الاستغفار والدعاء فيرجى اكمال قراءة المنشور ونشره لأهميته …
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال: 33]
وقال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41]
وقال تعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران: 165]
وقال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)[ الشورى: 30]
وقد أوضح أمير المؤمنين (عليه السلام) أهمية البلاء لصنوف الناس حيث قال (عليه السلام): إن البلاء للظالم أدَبٌ، وللمؤمن امتحان، وللأنبياء درجة وللأولياء كرامة.[ 2 ]
وقال (عليه السلام) في خطبة له في الاستسقاء: إن الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة ينقص الثمرات وحَبْس البركات وإغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائب ويُقلع مُقلع ويتذكَّر متذكر ويزدجر مُزدجر، وقد جعل الله سبحانه الاستغفار سببا لدرور الرزق ورحمة الخلق فقال : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ) فرحم الله امرأ استقبل توبته ، واستقال خطيئته …[ 3 ]
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لولا ثلاثة في ابن آدم ما طأطأ رأسه شيء: المرضُ، والموتُ، والفقرُ، وكلهن فيه، وإنه لمعُهنَّ لَوثّاب.[ 4 ]
والاستغفار امان لأهل الأرض من عذاب الله بعد أن كان في الأرض امانان وهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والاستغفار…
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنزل الله علي أمانين لامتي: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة.[ 5 ]
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: في الأرض أمانان من عذاب الله سبحانه وقد رفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به أما الأمان الذي رفع فهو رسول الله (صلى الله عليه وآله) واما الأمان الباقي فهو الاستغفار. قال الله عز من قائل: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[ 6 ]
الاستغفار منجاة كما جاء في حديث لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليك بالاستغفار فإنه المنجاة.[ 7 ]
رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) يحثونا على دفع البلاء بالاستغفار
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ادفعوا أبواب البلايا بالاستغفار.[ 8 ]
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): ادفعوا أبواب البلاء بالاستغفار.[ 9 ]
فلنداوي ذنوبنا بالاستغفار والله سبحانه وتعالى بلطفه وكرمه سيدفع عنا البلاء
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أدُلُّكم على دائكم ودوائكم؟! ألا إن داءكم الذنوب، ودواءكم الاستغفار.[ 10 ]
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل داءٍ دواءٌ، ودواءُ الذنوب الاستغفار.[ 11 ]
ولنضيف إلى الاستغفار الدعاء فإنه يدفع البلاء
عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: الدعاء يدفع البلاء النازل وما لم ينزل .[ 12 ]
ولنعلم أن الاستغفار هو خير الدعاء وأجمعه
عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خير الدعاء الاستغفار.[ 13 ]
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): إن من أجمع الدعاء الاستغفار.[ 14 ]
وعن محمد بن الريان قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أسأله أن يعلمني دعاء للشدائد والنوازل والمهمات وأن يخصني كما خص آباؤه مواليهم فكتب إلي: الزم الاستغفار.[ 15 ]
وينبغي أن نلتفت إلى حقيقة الاستغفار ولا نكتفي بالاستغفار مجرد لقلقة لسان
قال الإمام علي (عليه السلام): الاستغفار مع الاصرار ذنوب مجددة.[ 16 ]
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: المُقيم على الذنب وهو منه مستغفرٌ كالمستهزئ.[ 17 ]
وقال الإمام الرضا (عليه السلام) في حديث: المُستغفر من ذنب ويفعله كالمستهزئ بربه.[ 18 ]
قال رسول الله