معنى خسف البيداء :
قالَ الإمام الصّادقُ (عليه السلام): (قَبْلَ قِيامِ الْقَائِمِ – عليه السلام- خَمْسُ عَلَامَاتٍ مَحْتُومَاتٍ الْيمَانِي وَالسُّفْيانِي وَالصَّيحَةُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الزَّكيةِ وَالْخَسْفُ بِالْبَيدَاءِ).
– الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 650.
«الخَسْف» بمعنى الغوص والغور والاختباء، والبَيداء اسم لصحراء خالية من الأعشاب والنبات التي تقع بين مكّة والمدينة، وقد ورد أنّها تبعد مسافة ميل من مسجد الشجرة وذلك باتجاه مكة.
«خسف البيداء» أو «الخسف بالبيداء» هو من العلامات الحتمية لظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه.
والمقصود من هذا المصطلح هو أن السّفياني يرسل إلى مكة جيشًا كبيرًا لمحاربة الإمام المهدي، لكن يخسف الله بهم الأرض بصورة من الإعجاز بين مكة والمدينة في منطقة تعرف باسم «البيداء»، وقد تحدّثت عن هذا الخبر كتب الفريقين الشيعة والسنّة، وعدَّته من العلامات المؤكّدة والحتمية لظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه).
كيفية الخسف :
إنّ الروايات الواردة حول هذا الحدث لا تشير إلى تفاصيله الدقيقة، فمن ذلك ما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:
(يرسل السفياني بعثًا إلى المدينة، فينفر المهدي منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة فيبعث جيشًا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفًا يترقّب على سُنّة موسى بن عمران (عليه السلام) وقال: فينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مُنادٍ من السماء:
[يا بيداء، بيدي القوم، فيُخسف بهم، فلا ينجوا منهم إلاّ ثلاثة نفر).
يأتي أحد الناجين من جيش السفياني الذين هلكوا في البيداء إلى الإمام الحجة عليه السلام، ويبشّره بهلاك الجيش ويُحدّثه بما جرى عليهم، فيقول للإمام (عليه السلام):
[ كنتُ وأخي في جيش السفياني، وخربنا الدنيا من دمشق إلى الزوراء، وتركناها جماء، وخرّبنا الكوفة وخرّبنا المدينة وكسرنا المنبر، و راثت بغالنا في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخرجنا منها وعددنا ثلاثمائة ألف رجل نريد إخراب البيت وقتل أهله، فلما صرنا في البيداء عرسنا فيها فصاح بنا صائح: يا بيداء، أبيدي القوم الظالمين فانفجرت الأرض، وابتلعت كل الجيش، فو الله ما بقي على وجه الأرض عقال ناقة فما سواه غيري وغير أخي، فإذا نحن بمَلَك قد ضرب وجوهنا، فصارت إلى ورائنا كما ترى فقال لأخي: ويلك يا نذير! إمض إلى الملعون السفياني بدمشق فأنذره بظهور المهدي من آل محمد، وعرّفه أن الله قد أهلك جيشه بالبيداء، وقال لي: يا بشير، إلحَق بالمهدي بمكة، وبشّره بهلاك الظالمين، وتُب على يده، فإنّه يقبل توبتك، فيمرر القائم عجل الله تعالى فرجه يده على وجهه فيردّه سويًا كما كان ويبايعه ويكون معه.
وفي رواية أخرى لا ينجو إلا اثنان من جهينة
وقت الخسف :
إنّ قضية الخسف بالبيداء من الأحداث التي تقع بعد ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وقبل قيامه، فهناك أخبار تتحدّث عن حدوثها قبل ظهور الإمام، كما أن روايات أخرى تشير إلى حدوثها بعد بيعة خواص أصحاب الإمام مهدي (عليه السلام).
وأيضاً تقدّر بعض الروايات أن الخسف بالبيداء يحدث بعد حوالي شهر من ظهور الإمام (عجل الله فرجه).
عدد جيش السفياني:
ورد أنّ عدد القتلى من جيش السفياني – الذين يهلكون في هذه الواقعة – يترواح بين اثني عشر ألفًا، أو مئة وسبعون ألفًا أو ثلاث مئة ألف.
بقي تساؤل: هل أن الجيش الذي يُبعث لملاحقة الإمام في المدينة من قبل السفياني وييخسف به الله تعالى جزء من جيشه الموجود في العراق؟ أو جيش يرسله من الشام؟
هذا ما لا يتّضح من الروايات والأحاديث
رابطة خدمة بقية الله