شهر رمضان شهر الله تعالى ، ولذلك فهو سيد الشهور كما في أحاديث المعصومين (ع) .. ومن جانب آخـر فهو ربيع المؤمنين (كما في مسار الشيعة ) ، وهو المـضمار كما يسمونه بإعتبار أنه مضمار السبق فيما بين العباد ، فمن هذه الناحية ينسب هذا الشهر إليهم .
وعن الإمام الـحسن (ع) : ( إن الله عزوجل خلق شهر رمضان , مضماراً لـخلقه , يستبقون فيه بطاعته ورضوانه , فسبـق فيه قـوم ففـازوا , وتخلف آخـرون فـخابوا ) .
وقد ذكرنا في منشور سابق أنه يُوجد في بعض الروايات عن النبي (ص) : (رمضان شهر أمتي) أو (شهر رمضان لأمتي) . فالمستحبات والمندوبات هذا الشهر كثيرة ومتنوعة ، والبركات والحسنات فيه مضاعفة ومميزة ، وتفصيل ذلك كله في الكتب والمصادر المخصوصة من قبيل الإقبال ومصباح الكفعمي ومفاتيح الجنان ونحوها .
وهناك أعمال عامة في الشهر ، وأعمال خاصة ببعض لياليه وأيامه ، وخصوصاً ليالي القدر ، وأول ليلـة وآخـر ليلـة منـه , وكذلك العشر الأواخـر منه , وهي التي يستحب فيها الإعتكاف . وأهم مستحباته تلاوة القرآن ، حيث ورد في الحديث عن المعصومين (ع) ان (ربيـع القرآن شهر رمضان) .
وفي الواقع فان شهر رمضان ، له خصوصية وميزة ليست في سائر الشهور ، فالمفروض بالعبد الـملتفت ان يستفيد من هذه الفرصة بمقدار مايمكنه , وبأقصى ما يستطيعه ، ولو بأن يفرّغ نفسه لأجل ذلك قربة إلى الله تعالى .
ومن هنا كان لهذا الشهر طعم خاص لا يتذوقه إلا أهله ، وعطر مـميز لا يشمه إلا ذووه ، جعلنا الله تعالى منهم . ثم أنه قد ورد في بعض الروايات عن المعصومين (ع) أنه لا يصح (ولو من باب الكراهة ) تسمية هذا الشهر بإسمه مجرداً ، وانـما يقال له ( شهر رمضان) , ففي معاني الأخبار عن أمير المؤمنين (ع) : ( لا تقولوا رمضان , ولكن قولوا شهر رمضان ، فانكم لا تدرون ما رمضان ) .
وفي بعض الأخبار ورد ان رمضان إسم من أسماء الله تعالى ، وفيه : (قولـوا شهر رمضان ، فان الشهر مضاف إلى الاسم ) . ويمكن القول أن الظاهر من مـجموع هذه الروايات والأخبار , ان المقصود بيان ان هذا الشهر هو شهر الله عزوجل ، وانه شهر عظيم ومقدس ، وفيه ميزات وخصائص تفضله على سائر الشهور .
يكفي أن فيه ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر ، وفيه نزول القرآن ، وفيه معراج النبي مـحمد (ص) .