ينبغي الإلتفات إلى أن
الصوم موجود ليس فقط في الإسلام (دين الله تعالى) ، وإنما هو موجود في أديان سماوية سابقة .
وكذلك هو علاج يعتمد في مجموعة من الحالات المرضية ، بمراتب وأوقات مختلفة .
كما انه يعتمد كإسلوب لتحصيل مرتبة من الصفاء والتجرد في عدة مدارس فلسفية ومذاهب روحية . وهذا كله يدل على ان في الصوم حكمة وفائدة ومنفعة .
أحياناً تقتضي المصلحة الإجهاد .. فالرياضي أوالجندي مثلاً يتدرب لساعات وساعات ويتعرض لضغوط وقيود حتى في أكله ونومه وحركته ، ليصل بالنتيجة الى المستوى المطلوب .
ثم انه ليس كل الناس تستثقل الصيام ، حيث يوجد من يصوم أغلب أيام السنة حتى في الحر الشديد ، وهو على عمله ونشاطه .. فالمشكلة ليست في الصوم ، وليست المشكلة نوعية أو عامة ، وانما المشكلة في بعض القابليات الشخصية ، وفي بعض الإرادات الشخصية التي تستثقل الإمتناع عن الطعام والشراب .
وأما اذا كانت هناك موانع أو عوائق فعلية عن الصوم ، فالرخصة موجودة ، ولايكلف الله نفساً الا وسعها . فإذا علمنا بان الصوم محبب جداً عند الله تعالى ، وان ثوابه عظيم ومميز ، وأنه بعين الله تعالى ، ( وهوّن مانزل بي أنه بعين الله ) .
وإذا علمنا ان في الصوم تدريب على الصبر ، وتعويد على الإلتزام والورع، فالمفروض ان يكون ذلك دافعاً للمؤمن الذي يحب الله تعالى ، ويتقرب اليه بما يقدر عليه . وفي جميع الأحوال فأن يبني الإنسان نفسه على الشدة ، خير من أن يبنيها على الرخاء وان الشجرة البرية أصلب عودا ، وأقوى وقودا ، وأبطأ خمودا والتكليف تشريف وإحترام ، فلست تكلف أحدا بأن يعمل شيئا لنفسه ، الا اذا كان يهمك ، وتعتبره مؤهلا لذلك .. فصبرا على الصيام ، فإنه من أعظم الأبواب الى رحمة رب العالمين .
وهو بعين الله ، محفوظ و مأجور .