تصدرت الأمة الإسلامية جميع الأمم في القرون الثلاثة الأولى عقب الهجرة النبوية المعظمة في مجال الابداع الفكري والعلمي وجميع فنون المعرفة حتى أصبح نتاجها الحضاري محل اعجاب علماء الأمم المحيطة بها بل أصبح مادة لتطوير امكانياتها في شتى المجالات فالإرث الذي تركه لنا مئات من العلماء المسلمين يعد إلى اليوم من أغزر المناهج التجريبية في مجال التطور الحضاري في جميع البلدان لكن الأمر لم يستمر طويلا حتى أصبحت تلك الجذوة الحضارية الفريده عبارة عن رماد في حواضر ومدن الإسلام.
فما الذي جرى؟ لماذا توقفت عجلة التقدم والتطور الحضارية لدى المسلمين لماذا سقطت الحضارة الإسلامية إلى هذا المستوى حتى وصل الأمر إلى أن تدار بلدانهم بإرادة غربية وشرقية.
لماذا تقهقر النتاج العلمي والمعرفي في ربوع المسلمين ؟؟ اين نحن اليوم من عصرنا العلمي الذهبي ذاك والذي علم الامم تمصير الامصار وبناء المدن وتهذيب طرق التفكير وتأسيس المعاهد التربوية والاخلاقية كل هذه الاسئلة سنناقشها في برنامج حوار الأفكار سنلقي الضوء على جميع هذه المحاور مع ضيفي الحلقة
الباحث والكاتب في الشأن الديني والسياسي الأستاذ محمود الهاشمي والباحث الإسلامي والخطيب سماحة السيد حمزة الميالي.
حيث أكد الأستاذ محمود الهاشمي أنه لا شك أن كل حضارة عندما تقام تحمل بذور ديمومتها وبقائها أو تحمل بذور انهيارها، فالحضارة الإسلامية التي تشكلت من بعد عهد الرسول ثم حكومة الراشدين ثم تلتها الدولة الأموية ثم العباسية ثم سنة 1258م سقطت بغداد على يد هولاكو لتبدأ فترة مظلمة امتدت من هذه الفترة إلى مجيء الإنكليز سنة 1914م، مشيراً إلى أن هذا الانهيار حمل معه بذور انهياره منذ اللحظة الأولى بعد أن نُحيى الإمام علي (ع) عن السلطة، ووضعت أسماء وعناوين جديدة إلى أن انتقلت إلى سلطة استبدادية قادها معاوية بن أبي سفيان ثم تبعه ولده يزيد وبعده آل مروان على مدى 99 سنة.
وبدوره بيّن السيد حمزة الميالي أنه في حقيقة لديه تحفظ حول مصطلح انحطاط الحضارة الإسلامية أو انكسار الحضارة الإسلامية واقع الحال الحضارة الإسلامية بشكل مجمل محفوظة، وهي الحضارة الرائدة ونحن موعودون أنها ستطغى على الكرة الأرضية بأسرها من قبل الله سبحانه وتعالى، مضيفاً أنها تمثل القيم الإنسانية وتجلي الصفات الإنسانية في المجتمع، لعله مثلاً تجد قبيلة تعيش في جزيرة معزولة ولكن تجد هذه القبيلة تعيش ضمن وسائل بدائية ولكن تتجلى فيها سمات الإنسانية فهي قبيلة متحضرة واقع الحال، أما اذا إلى المجتمع الإسلامي فالمؤسس للحضارة الإسلامية هو نبي الرحمة محمد (ص) وقد أسس هذه الحضارة ووعده الله سبحانه وتعالى أنه حافظ لها إلى يوم القيامة. وأضاف أنه لعوامل الانكسار والتأخر وعدم التصدي الحضارة كما ينبغي قادة بدأت منذ اللحظات الأولى لإغماض النبي (ص) عينيه والتحاقه بالرفيق الأعلى مجرد أن بدأ الناس بالتصارع على السلطة جرى ما جرى آنذاك عند ذلك بدأت الأمة الإسلامية تفقد شيئاً فشيئاً من هذه القيم إلى أن وصلت إلى مرتبة من المراتب أنه لا يحملون من الإسلام إلا المسمى.
لمشاهدة الحلقة كاملة عبر يوتيوب :
https://youtu.be/vI-KN40butI?list=PL7fHj9JrEc_VLbMKzFb3dX3SNwmvHRMGC