وقعت حادثة المباهلة في اليوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة(١)، وهي من القضايا المشهورة والمتواترة في التاريخ الإسلامي.
كما نزلت فيها آية في القرآن الكريم تدل عليها، وذلك قوله تعالى: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَٰذِبِينَ}(٢).
عندما كتب رسول الله صلى الله عليه وآله كتبًا إلى ملوك وأمراء العالم من أجل دعوتهم إلى الإسلام، قام بكتابة كتاب وأرسله إلى أسقف نجران “أبو حارثة” في اليمن، ومن خلاله دعا أهلها إلى اعتناق الدين الحنيف، وحين تسلّم “أبو حارثة” الكتاب قام بمشاورة جمع من أصحابه، وكان من نتائج ذلك التشاور؛ أن طلبوا منه إرسال وفد يمثل أهل نجران من أجل التفاوض مع الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله.
وصل الوفد إلى المدينة المنورة، والتقى بالرسول الكريم إلا أنه بعد العديد من المفاوضات والمداولات، اقترح عليهم إجراء المباهلة بأمر من الله تعالى، وذلك من خلال خروج الطرفين إلى الصحراء، وأن يدعو كل منهما على الآخر، فرضوا بالاقتراح. في اليوم الموعود، ذهب الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مع ابنته وزوجها وابنيهما عليهم السلام للمباهلة، وعندما رأى الوفد النجراني ذلك الجلال وتلك الهيبة، ارتاعت قلوبهم وأحجموا عن القيام بالمباهلة، ثم قرروا أن يكونوا تحت المظلة الإسلامية مع البقاء على دينهم، شرط أن يقوموا بدفع الجزية.(٣)
١. مصباح المتهجد ٧٠٤
٢. سورة آل عمران، الآية ٦١
٣. سيد المرسلين (ص) ٦١٠:٢
العتبة الرضوية المقدسة