البث المباشر
  • الرئيسية
  • من فكر المرجع اليعقوبي
  • أهل البيت
  • المناسبات الإسلامية
  • الدين والحياة
  • البث المباشر

نُبْذَةٌ عَنْ الغَيُورَةِ الطَّاهِرَةِ أُمِّ البَنِينَ (ع)

نُبْذَةٌ عَنْ الغَيُورَةِ الطَّاهِرَةِ أُمِّ البَنِينَ (ع)

20 فبراير 2019
1744 منذ 7 سنوات

أُمُّ البَنِينَ (رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهَا) هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ حِزَامٍ الكِلَابِيَّةُ، مِنْ بَيْتٍ شَرِيفٍ مَعْرُوفٍ بِالشَّجَاعَةِ وَالفُرُوسِيَّةِ، رَشَّحَهَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ تَكُونَ زَوْجَةً لِأَخِيهِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لِخِصَالِ أَهْلِهَا مِنْ الأَدَبِ وَالعَقْلِ وَالشَّجَاعَةِ، فَكَانَ هَذَا الإِقْتِرَانُ المُبَارَكُ الَّذِي أَنْجَبَ الفُحُولَ الأَبْطَالَ الَّذِينَ رَوَّوْا بِدِمَائِهِمْ الزَّكِيَّةِ رَمْضَاءَ كَرْبَلَاءَ فِي وَاقِعَةِ الطَّفِّ فَتَسَامَوْا أَنْجُمًا وَأَقْمَارًا وَكَوَاكِبًا.

وَسَبَبُ كُنْيَتِهَا بِأُمِّ البَنِينَ أَنَّ أَبَاهَا حِزَامَ بْنَ خَالِدٍ عِنْدَ مَوْلِدِهَا سَمَّاهَا (فَاطِمَةَ) وَكَنَّاهَا بِأُمِّ البَنِينَ تَيَمُّنًا بِجَدَّتِهَا لَيْلَى بِنْتِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، حَيْثُ كَانَ لَهَا خَمْسَةُ أَبْنَاءٍ أَكْبَرُهُمْ أَبُو بَرَاءٍ مُلَاعِبُ الأَسِنَّةِ، وَقَدْ قَالَ لَبِيدٌ الشَّاعِرُ لِلنُّعْمَانِ مَلِكِ الحِيرَةِ مُفْتَخِرًا بِنَسَبِهِ وَمُشِيرًا إِلَيْهَا:

نَحْنُ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَرْبَعَةِ.

وَنَحْنُ خَيْرُ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةِ.

الضَّارِبُونَ الْهَامَ وَسَطَ المَجْمَعَةِ.

هَذِهِ المَرْأَةُ المُؤْمِنَةُ، ذَاتُ الحَسَبِ وَالنَّسَبِ، عِنْدَمَا جَاءَتْ إِلَى بَيْتِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) طَلَبَتْ مِنْهُ أَنْ لَا يُنَادِيَهَا بِاسْمِهَا (فَاطِمَةَ) حَتَّى لَا يَتَذَكَّرَ الحَسَنَانِ وَزَيْنَبُ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) اسْمَ أُمِّهِمْ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) فَيَتَأَثَّرَا مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ، وَأَنْ يُنَادِيَهَا بِكُنْيَتِهَا (أُمِّ البَنِينَ) فَاشْتَهَرَتْ بِهَذِهِ الكُنْيَةِ عَنْ اسْمِهَا، وَكَانَتْ شَدِيدَةَ الإِخْلَاصِ فِي وَلَائِهَا للعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ، هَذَا الإِخْلَاصُ الَّذِي رَفَعَهَا إِلَى عَلْيَاءِ المَجْدِ، كَمَا رَفَعَ نِسَاءً غَيْرَهَا مِثْلَ فِضَّةَ خَادِمَةِ الزَّهْرَاءِ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) وَطَوْعَةَ الَّتِي آوَتْ وَدَافَعَتْ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ (ع)، فَكَانَ لَهُنَّ الذِّكْرُ وَالمَقَامُ الرَّفِيعُ كُلَّمَا ذَكَرَ أَهْلَ البَيْتِ ذَاكِرٌ.

يَقُولُ الشَّيْخُ المَامَقَانِيُّ فِي كِتَابِهِ “تَنْقِيحِ المَقَالِ”: (وَيُسْتَفَادُ مِنْ قُوَّةِ إِيمَانِهَا أَنَّ بِشْرًا كُلَّمَا نَعَى إِلَيْهَا أَحَدَ أَوْلَادِهَا الأَرْبَعَةِ قَالَتْ مَا مَعْنَاهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ الحُسَيْنِ. فَأَخَذَ يَنْعَى لَهَا أَوْلَادَهَا وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى نَعَى إِلَيْهَا العَبَّاسَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَتْ: يَا هَذَا قَطَّعْتَ نِيَاطَ قَلْبِي، أَوْلَادِي وَمَنْ تَحْتَ الخَضْرَاءِ كُلُّهُمْ فِدَاءٌ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَهَا هِيَ كَمَا تَرَى قَدْ هَانَ عَلَيْهَا قَتْلُ بَنِيهَا الأَرْبَعَةِ إِنْ سَلِمَ الحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَيَكْشِفُ هَذَا عَنْ أَنَّ لَهَا مَرْتَبَةً فِي الدِّيَانَةِ رَفِيعَةً). [تَنْقِيحُ المُقَالِ3: 40].

وَجَاءَ عَنْ الشَّهِيدِ الأَوَّلِ مِنْ عُلَمَائِنَا الكِبَارِ قَوْلُهُ: (كَانَتْ أُمُّ البَنِينَ مِنْ النِّسَاءِ الفَاضِلَاتِ، العَارِفَاتِ بِحَقِّ أَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ)، مُخْلِصَةً فِي وَلَائِهِمْ، مُمحضَةً فِي مَوَدَّتِهِمْ، وَلَهَا عِنْدَهُمْ الْجَاهُ الوَجِيهُ، وَالمَحَلُّ الرَّفِيعُ، وَقَدْ زَارَتْهَا زَيْنَبُ الكُبْرَى بَعْدَ وُصُولِهَا المُدِينَةَ تُعَزِّيهَا بِأَوْلَادِهَا الأَرْبَعَةِ، كَمَا كَانَتْ تُعَزِّيهَا أَيَّامَ العِيدِ). [عَنْ: كِتَابِ (العَبَّاسُ بْنُ عَلِيٍّ – (لِلشَّيْخِ القَرَشِيِّ -: 23].

هَذَا وَقَدْ وَصَفَهَا عُمَرُ كحالة فِي كِتَابِهِ “أَعْلَام النِّسَاءِ” بِقَوْلِهِ: إِنَّهَا “شَاعِرَةٌ فَصِيحَةٌ”. [أَعْلَامُ النِّسَاءِ 3: 40].

وَلَهَا تُنْسَبُ الأَبْيَاتُ المَشْهُورَةُ:

لَا تَدْعُونِي وَيْكِ أُمِّ البَنِينَ تُذَكِّرِينِي بِلُيُوثِ العَرِينِ.

كَانَتْ بَنُونَ لِي أُدْعَى بِهِمْ وَاليَوْمَ أَصْبَحْتُ وَلَا مِنْ بَنِينِ.

أَرْبَعَةٌ مِثْلُ نُسُورِ الربَى قَدْ وَاصَلُوا المَوْتَ بِقَطْعِ الوَتِينِ.

تَنَازَعَ الخرصَانُ أَشْلَاءَهُمْ فَكُلُّهُمْ أَمْسَى صَرِيعًا طَعِينِ.

يَا لَيْتَ شِعْرِي أَكَمَا أَخْبَرُوا بِأَنَّ عَبَّاسَ قَطِيعُ اليَمِينِ.

وَفَاتُهَا: تُوُفِّيَتْ أُمُّ البَنِينَ (رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهَا) – عَلَى المَشْهُورِ – فِي 13 جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ 64 ه، وَكَانَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَدُفِنَتْ فِي البَقِيعِ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ الفَضْلَ بْنَ العَبَّاسِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) دَخَلَ وَهُوَ بَاكٍ وَحَزِينٌ فِي يَوْمِ وَفَاتِهَا عَلَى الإِمَامِ زَيْنِ العَابِدِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَقَالَ: لَقَدْ مَاتَتْ جَدَّتِي أُمُّ البَنِينَ. [أُمُّ البَنِينَ سِيرَتُهَا وَكَرَامَتُهَا – للزُّهَيْرِي -: 169].

وَقَدْ أَثْبَتْنَا فِي جَوَابٍ سَابِقٍ صِحَّةَ تَوَاجُدِهَا فِي أَيَّامِ وَاقِعَةِ الطَّفِّ وَوَفَاتِهَا بَعْدَ ذَلِكَ، خِلَافًا لِبَعْضِ المُشَكِّكِينَ فِي ذَلِكَ.

السَّلَامُ عَلَى الغَيُورَةِ الطَّاهِرَةِ أُمِّ البَنِينَ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَوْلَادِهَا الأَرْبَعَةِ، وَلَا حَرَمَنَا اللهُ مِنْ كَرَامَتِهَا وَشَفَاعَتِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ.

مشاركة المقال:

مقالات مشابهة

أم البنين (ع) صانعة الرجال المؤمنين

إحياء ذكرى شهادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع)

السيدة زينب بنت الإمام عليّ بن أبي طالب (ع)

الجدول

  • على الهواء
  • التالى
  • بعد

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

مناسبات شهر ربيع الاول

شهادة الامام الحسن العسكري ع

8

ولادة النبي الاكرم (ص)

17

ولادة الامام جعفر بن محمد الصادق ع

17

تابعنا

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لقناة النعيم الفضائية