من يقرأ حركة البحث والدراسات الاجتماعية والتاريخية والسياسية في العوامل الأخيرة يجد أن هناك قفزة حصلت في قراءة فكر أهل البيت وحجم تأثيرها الثقافي والفكري في العالم بالأخص بنهضة الإمام الحسين (ع)، ومن المؤكد أن هذا يأتي نتيجة الانفتاح الالكتروني وما حمله من وسائل تواصل متعددة غزت العالم، إضافة على الانفتاح الكبير الذي حصل في العراق عقي سقوط نظام صدام البعثي القمعي حيث الفسحة الكبيرة من حرية التعبير بعد أن كانت مكبلة لعقود طويلة وبالتالي إمكانية تصدير المفاهيم الدينية وفق معطيات العصر بما يؤصل من خلال البحث والدراسة لثورة الإمام الحسين (ع)، لبعديها الزماني والمكاني ليكتشف العالم أجمع ما غيّب عنه من حقائق تاريخية لا مجال لنسيانها مهما تراكمت القرون.
فما هو مفهوم التأصيل من الناحية اللغوية والمعرفية؟
وإلى أي مدى اهتم المؤرخون من أبناء الأمة الإسلامية بنهضة الإمام الحسين (ع) ثقافياً وعقائدياً؟
وهل هناك اختلاف في قراءة نهضة الإمام الحسين على المستوى الفقهي والعقائدي عند مختلف الفرق والمدارس الإسلامية؟
هذا ما أجبنا عليه في برنامج حوار الأفكار الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية حول موضوع “النهضة الحسينية في مؤلفات المؤرخين والباحثين المعاصرين” مع سماحة السيد جعفر العلوي والدكتور صالح العلوي والدكتور علي المدني.
حيث قال الدكتور المدني أن التأصيل من الناحية اللغوية هي عملية التدوين وتثبيت الحقائق التي مرت عبر التاريخ من خلال الأحداث المختلفة والمتنوعة التي جرت في قضية ما وخاصة نحن نتكلم عن قضية ثورة عاشوراء الإصلاحية والتجديد لذلك، فإعادة التدوين وعرضه للتحليل والقرآن المعاصرة وفق ما يتطابق مع نهج الثورة هو من أهم أسس التدوين التاريخي المعاصر.
وأضاف الدكتور العلوي أن كل ما كتب في سر النهضة الحسينية يبقى على الضفاف ومازالت هذه النهضة منتج الأدباء وما تبحث عنه الأقلام تبقى هذه اللآلئ تصطاد كل يوم وتتجدد عبر الأجيال، فقد غادر الباحثون المؤرخون عن التفاصيل العسكرية في حادثة الطف لكي ينطلقوا إلى أسمى ما فيها من مبادئ وقيم وما زال الباحثون يرتعون في هذا الأدب والسمات، فالمؤرخون في كل العصور وقفوا عند هذه الحادثة ودونوا تفاصيلها التي انتشرت في الدراسات والبحوث وصارت منطلقاً فكرياً في مجالات ثقافية واقتصادية.
وختم السيد العلوي قائلاً إن الإمام الحسين (ع) منذ أن بدء هذه الثورة والنهضة الإسلامية المباركة ابتدئها بقول رسول الله (ص) من خلال ربطه به، حيث وضع الله عز وجل منهجاً لكل المذاهب إن كانوا حقاً يأتمرون ويأخذون بقول رسوله الأكرم، فلا يمكن لأحد أن يتحدث عن الصوابيّة أو عدمها في النهضة الحسينية، إلا من خرج من المسلمين وأصبح خارج عنهم بالدليل والبرهان كالوهابية حين قال مفتيهم أن الإمام الحسين أخطأ بالخروج بوجه سلطان زمانه يزيد ولم يكن هذا في صالح الإسلام.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=A33NktZmQCc