يثير البعض إشكالات وتشكيكاً بقدرة الإسلام السياسي على الحكم العادل وتحقيق السعادة للمجتمع، ومناشيء هذا التشكيك عديدة بعضها ساذج وبعضها مغرض، وبعضها انعكاس لفشل وعدم أهلية من تصدى متلبساً بعنوان (الإسلام السياسي)..
ولكي تدفع هذه الشبهات والتشكيكات نوضح بعض الشروط والخصائص والمؤهلات المطلوب توفرها في من يتصدى لمواقع المسؤولية في الدولة:
1. الإيمان: بمعنى أن ينطوي قلبه ويندمج وجدانه على الاعتقاد الراسخ بالقيم والمبادئ العليا التي تضمنها الإسلام الحنيف/ والحرص على تمثلها منهجاً وسلوكاً عملياً في مواقف المسؤول ونشرها في أوساط المجتمع وتوعية الأمة على معياريتها في تقييم المؤهل من غيره.
2. أن لا يكونوا من المسرفين الذين يفسدون في الأرض .. ومعاني الفساد والإفساد واسعة من فساد مالي وإداري وسياسي وأخلاقي وإزاحة الكفوء المهني ذي التجربة والخبرة المخلص النزيه وإبداله بالفاشل المستأثر الأناني الجاهل بمتطلبات الإدارة وتسيير شؤون المجتمع !
3. بل إن تقديم غير الأعلم وغير الأكفأ والأقل إخلاصاً وأضعف عزيمة يؤدي إلى نتائج وخيمة ويضيع مصالح المجتمع ويسبب المظالم وضياع الحقوق، فإن من يعمل على غير علم وإحاطة بمتطلبات الإدارة والتنفيذ كان ما يفسده أكثر مما يصلح.
4. تجنب إسناد المواقع وإدارة مفاصل الدولة إلى من كان للأشرار وزيراً في مسيرته السابقة، والحرص على تنظيف بطانة الحاكم من أمثال هؤلاء.
5. تبني ميدأ التفريق بين المحسن والمسيء وعدم مساواتهم في المنزلة، حتى لايزهد أهل الإحسان في إحسانهم، ولا يتدرب أهل الإساءة على الإساءة، وإلزام كل منهما ما ألزم نفسه.
6. أن يكون المسؤول ناصحاً، نقي الجيب، حليماً، يبطئ عن الغضب لنفسه ويستريح إلى العذر، ويرأف بالضعفاء.
7. يكون الاستعمال على الأساس الاختبار ولا يتم توليتهم على أساس المحاباة والمجاملة.
8. الحذر من الاعتماد على الحدس والفراسة في اختيار المسؤولين فإن بعضهم يتصنعون ويحسنون الخدمة ظاهراً لكسب ثقة القائد، ولكن ينظر إلى من كان أحسنهم آثاراً وخدمة لعامة الناس وأعرفهم بالأمانة.
9. تحلّي المسؤول بسعة الصدر فإنها آلة الرياسة.
10. التزامه إنصاف الناس من نفسه وأقاربه ومحبيه ومريديه والتابعين له.
11. أن يتحلى بطيبة القلب وسلامة السريرة وحب الخير للآخرين.
12.أن يكون عادلاً في إدارة ثروات الشعب حسن التدبير متجنباً للتبذير والإنفاق الترفي.
13. القوة والشدة في عدل وإنصاف والتخلي عن الخوف والتردد في تطبيق القوانين العادلة وتنفيذها .. فإن ضعف السلطة أشدّ على الرعية من جور السلطان.
14. أن يأمن جانبه البريء، فإن شرّ الولاة من يخافه البريء.
15. أن يتحرر من الأهواء والنزوات في اتخاذ قراراته، فإن شرّ الأمراء من كان الهوى عليه أميراً.
16. أن يكون ملتزماً بأحكام الشريعة في علاقته مع الله تعالى وتكاليفه الفردية، فإن من يظلم نفسه بارتكاب المحرمات الفردية كيف يتجنب ظلم الآخرين أو أن يقيم العدل فيهم.
17. أن يكون أقوى همه وأشدً رغبته وأكثر سعيه في منافع الناس.
18. أن يكون أكثرهم رعاية وأحوطهم على الضعفاء وأحرصهم على العمل بالحق.
19. أن يكون أعملهم بالرفق مع عدم ترك وتضييع الحقوق.
20. أن لا يخضع ولا يتأثر قراره باختيار المسؤولين في شفاعة ووساطة الآخرين، بل تكون الواسطة والشفاعة في تعيين المسؤول لمعايير الكفاءة والأمانة.
21. أن يكون حازماً في أمره، صادقاً في قوله، عادلاً في حكمه، مشفقاً على رعيته.
22. أن لا تخرجه القدرة والقوة إلى العنف والتعسف بالناس.
23. ولا يقوده اللين إلى الضعف المؤدي لضياع الحقوق، ولا يدعوه العفو إلى إضاعة الحق.
24. أن يكون من أهدافه إصلاح بطانته وعماله وأمرائه.
25. آن لا بطمع عنده ذو الكبر بالثناء والمدح والاحترام، ولا القليل التجربة المعجب برأيه في رياسة.
26. أن لا يقصر ولا يفرط في حفظ الثغور (حماية البلاد والدفاع عنه) وأن لا يقصر في تفقد المظالم والكشف عنها.
27. أن لايسند المناصب ولايولّي من كان ضعيفاً لأنه قد لايقوى على تأدية أمانة المسؤولية وأداء حقها.
28. أن لاينصّب من يحرص على الرياسة ويطلبها، فإن ذلك الشخص إذا كان هدفه الرياسة والسلطة قد لا يتردد بركوب كل وسيلة وإن لم تكن مشروعة لبلوغها.
عبد الزهراء الناصري
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية