حظيت العلاقة بين الآباء والأبناء باهتمام كافة الأديان السماويّة، والحركات الإصلاحيّة عبر التاريخ الإنسانيّ، لما لهذه العلاقة من أهميّة عظيمة في بناء مجتمعات أخلاقيّة، ومتماسكة، وقادرة على إبعاد أيّ أفكار تهدف إلى زعزعتها، أو نخرها، أو هدمها، وقد أولى الإسلام عناية خاصة بهذه العلاقة، وتنظيمها، ووضع القواعد الأساسيّة لها، ومنبع ذلك هو تلك النظرة الشموليّة العظيمة لهذا الدين، والمتعلّقة بكافة نواحي الحياة على اختلافها وتنوعها.
ماهي خطوات تشكيل النظم للعلاقة بين الآباء والأبناء؟
هذا ما سلطنا الضوء عليه، في برنامج”رؤى قرآنية” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع الدكتور الشيخ طلال الحسن.
بدوره ذكر الشيخ طلال الحسن، أن الله سبحانه وتعالى كلف الآباء بمسؤولية شرعية وأخلاقية تجاه أبنائهم، وإنْ كانت هنالك مسؤوليات أو أحكام متبادلة، لكن أصل التربية والرعاية هي من قبل الآباء للآبناء، إذاً فهذه المسؤولية الشرعية والأخلاقية تنطلق من حديث رسول الله(ص)، والذي يقول:”كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته” أيّ أن هذا الأب هو راعي في رعيته التي هي الأُسرة، بالتالي فهكذا يكون نظم العلاقة بين الآباء والأبناء.
وأشار الشيخ طلال الحسن، أنه هناك قضيتين مهمتين في نظم هذه العلاقة، فالقضية الأُولى: هي التي تتكلم عن أخلاقيات الأبوة التي تتشكل من خلال أمرين هما، أخلاقيات الثقة، وأخلاقيات المتابعة، إذاً فنحن أمام خطين، حيث أنه إذا استطاع كل أب أن يحرس هذين الخطين مع أبنائه فيكون قد نظم علاقته معهم، ولأخلاقيات الثقة ثلاثة أنواع، فالنوع الأول: هو أخلاقيات الثقة بالنفس، أيّ ثقة الأبناء بنفوسهم، أما النوع الثاني: هو أخلاقيات الثقة مع الآخرين، أيّ أن لا يجعل الأب أبنائه ينظرون إلى المجتمع نظرة شك وعدوانية، والنوع الثالث: هو إعادة الثقة بالنفس والآخرين، وذلك عندما تهتز ثقة الأبناء بأنفسهم نتيجة ظروف قاسية أو بسبب أصدقاء يسيؤون لهم، بالتالي إعادة الثقة للأبناء هو عنصر أساسي ومهم.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: