نحن محاطين بالناس وكثير ممن حولنا يحاولون التاثير على شخصياتنا بطريق او اخر لنكون كما يريدون هم تاثيرا سلبيا (طبعا فهذا لا يعني ان لا نتاثر بالايجابيين الذين ينصحوننا ويرشدونا للخير والصلاح فهذه اسمى غاية ولابد ان نتاثر بهم وناخذ من معينهم الصافي )
والبعض منا يحاول ارضاء كل من حوله وقد يؤدي ذلك الى بروز التناقض في شخصياتنا لأن لكل واحد من حولنا ذوقه واسلوبه وطريقة خاصة للتعامل والتفكير فارضائهم يعني جمع النقائض في شخصية واحدة مع ان ارضاء الجميع غاية لا تنال ومن العسير جدا ارضاء الكل فمهما حاولت لابد أن يكون هناك من ينتقدك وغير راض عنك بل قد يتهمك وينتقص من قيمتك أمام الآخرين بدافع واخر وهنا ما عليك إلا أن تمضي ولا تلتفت اليهم فكل التفاتة تاخذ من وقتك للنجاح والتقدم،.
إذا كن كما تريد أن تكون كون شخصيتك بنفسك ولا تهتم بكلام الآخرين فسر نجاح الإنسان يكمن في ثقته بنفسه فهذا المولى عز وجل يعلمنا الثقة بالنفس واهميتها حين قال لنبيه الأكرم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم -(( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )) ( ال عمران /159)
فإذا عزمت فتوكل على الله؟ انها الثقة بالنفس اي مهما كان أراء الآخرين اقدم على ما تراه مناسبا وقد يوافق رأي الآخرين او لا، المهم انك تثق بنفسك وبقدراتك وتمضي على ما عزمت عليه.
ومن جانب اخر يحتاج الإنسان إلى ثقة أخرى هي أعلى واسما من الثقة بالنفس وهي الثقة بالخالق جل وعلا فهذه الثقة المطلقة تخرج الإنسان من كل المعضلات والصعاب انها ( الثقة بالله تعالى) ولنا في قصة موسى عليه السلام الواثق من نفسه والثاق بربه ثقة مطلقة عندما وصل الى البحر مع قومه وفرعون وجنوده من ورائهم قال له قومه انا لمدركون يعني لا مفر لنا من الموت البحر أمامنا وفرعون وجنوده من خلفنا عندها وقف موسى عليه السلام بكل ثقة وقال (( قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)) (الشعراء /62) بهذه الثقة انفلق البحر أمامهم وخرجوا سالمين وبهذه الثقة غرق فرعون وجنوده.
فهل هناك ثقة أعلى من هذه؟؟ وتأملوا الموقف في أحلك الظروف واصعبها لم يتأثر موسى بكلام من حوله لا خوف ولا تردد ولا مجاملة ( كلا؟ إسكات لكل الافواه السلبية التي ثارت الخوف والشكوك وهذا درس اخر لنا لا تقول دائما نعم حتى تكسب رضا الآخرين عليك أن تقول لا في المواقف التي تتطلب ذلك، ان معي ربي سيهدين ما اعظمها من ثقة واطمئنان)
فكن اذا واثقا من نفسك ومن ربك وسوف تسهل عليك كل الأمور وتكن انت كما أنت لا كما هم .
نسأل الله لكم ولنا كل التوفيق والسداد والنجاح
السيد سعد أحمد الاعرجي