أيثار نصير
ان الحديث عن السيدة الزهراء “عليها السلام” خارج عن قدرة القلم واللسان ، وكيف ذلك وهي التي لايوجد لها كفء على وجه الارض لولا وجود امير المؤمنين “عليه السلام” ، لذلك فأن للزهراء “عليها السلام” مقامات عالية ورفيعة لايمكن لعقولنا القاصرة ان تدركها سوى انها تحوم حول هذا النور العظيم لتقتبس منه النزر اليسير واختصاراً للمقام ، نحاول ان نقف على تلك المنازل العظيمة التي حُفيت بها الصديقة الطاهرة عند خالقها وابيها والائمة من ذريتها والعلماء والصالحين:
اولاً: مقامها”عليها السلام”عند الله تعالى:
لقد نالت الزهراء (عليها السلام) مقامات عالية عند خالقها ، فقد روى الصدوق في علل الشرائع عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : ” سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : انّما سميت فاطمة ( عليها السلام ) محدثة لأن الملائكة كانت تهبط من السماء تناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة انّ الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين يا فاطمة اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ، فتحدثهم ويحدثونها قالت لهم ذات ليلة : أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران ؟ فقالوا : ان مريم كانت سيدة نساء عالمها وان الله عزّ و جل جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها وسيدة نساء الأولين والآخرين”
ومن المقامات التي خصت بها فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) “هو مقام الرضا أي إن الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها ، حيث جاءت الكثير من الروايات الشريفة المأثورة عن الرسول وأهل بيته ( عليهم السلام ) لتؤكد هذه المنقبة العظيمة للصديقة الشهيدة” . عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ” يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك” وهذا مما يدل على كونها ذو مقام عالي وشريف سامي لها عند الله تعالى ، إذ لا معنى أن يرضى الله لشخص من دون أن يكون له عند الله منزلة وكرامة عليه.
ومن المقامات الاخرى للزهراء “عليها السلام” عند الله تعالى هو مقام الشفاعة ، فقد ورد عن النبي الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ” يا فاطمة أبشري فلك عند الله مقام محمود تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك فتشفعين” .
ومن مقاماتها ( عليها السلام ) هو مقام علة الايجاد أي أنها كانت علة الموجودات التي خلقها الباري عز وجل وكما ورد في الحديث الذي يقول فيه الباري عز وجل : ” يا أحمد ! لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما” .
وإن أفضل مقام تعطى فاطمة”عليها السلام”: يوم القيامة هو مقام الشفاعة الكبرى والذي من خلال هذه المنزلة يظهر قدر ومقام فاطمة عند الله تعالى يوم القيامة وأمام الخلائق جميعاً، فلقد ورد… “فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله عزوجل : : يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذريتك خذي بيده فأدخليه الجنة. قال أبو جعفر {عليه السلام{، والله ـ يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء . فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله عز وجل : يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي ؟ فيقولون: يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم ؛ فيقول الله : يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة، انظروا من أطعمكم لحب فاطمة انظروا من كساكم لحب فاطمة، انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة، انظروا من ردّ عنكم غيبة في حب فاطمة، خذوا بيده وأدخلوه الجنة . قال أبو جعفر عليه السلام: ـ والله ـ لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق، فإذا صاروا بين الطبقات، نادوا كما قال الله تعالى: { فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم}الشعراء100-101 فيقولون {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }الشعراء102. ” .