فاطمة قدوة للرجال والنساء /أ.م.د خليل خلف بشير
وهي ليست قدوة للنساء فحسب بل وقدوة للرجال أيضاً، بل هي قدوة للرجال، ومن ثم النساء؛ لأن رتبتها قريبة من رتبة أبيها لاسيما وهي بضعة منه؛ ولأنها قبسة من النور الإلهي فلابد للرجل وللمرأة على السواء فلا بد للرجل وللمرأة على السواء أن يتخذن منها بخلقها الكريم وسيرتها العطرة الزكية قدوة مناراً يهتدي به، ويرسم الإنسان به شخصيته ويحدد معالمها( ).
إن فاطمة (عليها السلام) سيدة للنساء أبد الآبدين، وهي ((أم المؤمنين والمؤمنات على طول التاريخ البشري فهي أم الأئمة النجباء (عليهم السلام) كما هي أم شيعتهم الكرام، أمهم وقدوتهم في عالم المعنى والوجود والطينة))( ).
وقد يقال أن السيدة الزهراء معصومة فكيف يقتدي غير المعصوم بالمعصوم، وهو أمر مردود فكون السيدة الزهراء معصومة مسلّم به لكن استحالة الوصول الى الكمال أمر غير صحيح فكثير من الناس قد بلغوا مراتب عالية من العلم والعمل، وهم في مرحلة الشباب، ولم يكونوا معصومين مثل هشام بن الحكم الذي كان الإمام الصادق (عليه السلام) يعظمّه ويحترمه كثيراً، ولم يتجاوز العشرين( ) فالسير على خطى الزهراء في الحياة ممكن بالرغم من كونها معصومة منزهة عن الخطأ؛ لأن تلك المرتبة من العصمة الظاهرية متاحة لكل من أراد فلو رجع الإنسان الى نفسه ووجدانه لوجد أنه يستطيع أن لا يعصي لكنه يركن الى الشيطان ونفسه الأمارة فالعصمة عن الذنوب والمعاصي أمر مقدور للجميع وإن احتاج الى مجاهدة إذ إن هذا السلوك الظاهري المعصوم ليس مختصاً بالمعصوم بل إن العديد من مراتب العصمة الأخرى أيضاً متاحة للإنسان، وهو أمر مشهود في سير العلماء فقابلية الإنسان أن يعصم نفسه تدفع الإشكال إن ورد( ).