على درب العشق الحسيني، حيث تتوهج الأرواح وتتلاقى القلوب في مسيرة الأربعين الخالدة، تتجلى أيادٍ بيضاء وقلوبٌ مؤمنة ترسم ملامح العطاء والإرشاد. هنا، على امتداد طريق “يا حسين”، لا يغيب عن المشهد مجمع المبلغات الرساليات/فرع القرنة.
إنهن لسن مجرد عابرات سبيل، بل رائدات في ميدان الكلمة الصادقة والبسمة الحانية. بين جموع الزائرين، تراهن كشموعٍ تضيء الدروب، تارة بكلمة تهز الوجدان، وتارة بإجابةٍ شافية لسؤالٍ حائر. يقفن بصبرٍ وإيمان، يزرعن بذور الوعي الديني وقيم أهل البيت (عليهم السلام) في نفوسٍ عطشى للمعرفة.
هن نساءٌ حملن رسالة الحسين في قلوبهن، فجئن يشاركن في تخليد ذكراه لا بالدموع فحسب، بل بالعمل والتبليغ. تراهن يقدمن الماء، يوزعن الطعام،والدواء أو حتى مجرد كلمة طيبة تخفف عناء المسير. كل حركةٍ منهن، كل كلمة، هي بصمةٌ في صحيفة الأربعين، شهادةٌ على تفانيهن في خدمة زوار أبي الأحرار.
فيا له من مشهدٍ مهيب، حين تتلاقى طهارة الروح مع نبض الخدمة، لتصنع لوحةً فنيةً من الإيمان والتفاني. إنها رسالة المبلغات الرساليات: أن الحسين للجميع، وأن دربه نورٌ لا ينطفئ، وأن خدمة زواره شرفٌ لا يُضاهى. وفي كل عام، تتجدد هذه الخواطر، مع كل خطوة على طريق “يا حسين”، وكل عطاء، وكل دعاء.
ريحانة