من المفاهيم المرتبطة بشكل كبير بـ قانون العنف الاسري هو مفهوم الحرية..
ونلاحظ اليوم انبهار طيف واسع من ابناء المجتمع بالحرية الغربية وهذا ناتج كما هو معلوم من الانفتاح الكبير على ثقافات الشعوب عبر وسائل الاعلام الفضائية والتواصل الاجتماعي ولوجود الكثير من أفراد المجتمع يعيش في احضان الثقافة الغربية والذين في العادة ينقلون الصور البراقة لحياتهم لتغطيت الفشل والوم الذي قد يتعرضون له في حالة كشف السلبيات المحيطة بهم وللجميع تجارب مع هؤلاء.
فتراهم ينقلون حالات الترف والترفيه في تلك المجتمعات او ممارسة بعض الطقوس الرياضية وحتى العبادية وبدون مضايقات وعند الاطلاع على اغلب هؤلاء نجدهم يمرون بحالة من عدم التوازن بين ما يقرا ويسمع من مفاهيم الدين الحقيقي في تربية الاسرة والمحافظة عليها وبين محاولة التماشي مع اوضاعهم المعيشية والاجتماعية من انخراطهم او اولادهم في المدارس والمؤسسات واماكن العمل وغيرها وهذا يجعل المغترب يبحث عن نافذة لما يجول في خاطره وما يتمناه فيعكسها على مواقع التواصل فيتصور المتلقي ان ذلك المغترب يعيش في جنة الله في الارض وتناسى ذلك المغترب والمتلقي كثرة حالات الانحلال الاخلاقي وكثرة ابناء المكتوب في بطاقاتهم الشخصية (no father) وكثرة حالات الانتحار والاستفادة من اي حالة انفلاة امني حتى ينتشر السلب والنهب وسرقة ممتلكات الاخرين بغير وجه حق.
ان هذه الثقافة المستوردة والتي ساعد في تجذرها في البلدان الاسلامية هم ابناءه المغتربين فانعكست على الحياة داخل تلك البلدان فاصبح الشاب والشابة يحلمون بباريس ونيويورك ولندن وكانما الحياة هي ترف ومرح ولهو فاصبحوا يتشبهون بالموضة والحركات وحتى الالفاظ فعزف البعض منهم عن الزواج او العمل لسهولة مراده في اشباع غرائزه بجميع أنماطها.
وساعد هذا التخطيط المبرمج للمنظمات ومؤسسات وخاصة غير الحكومية التي انشاءت بالمئات في ارجاء العراق بعد السقوط لاشباع تلك الغرائز بحجة التمدن والتحضر والحرية ونبذ التقيد وحفظ التقاليد الاسرية فولدت اسر ابتعدت تماما عن حاضنت الاسلام واصبحنا نشهد كثرة حالات الطلاق والانتحار والقتل والخيانة الزوجية ..حتى وصلنا اليوم الى تفعيل قانون للعنف الاسري بحجة حماية العلاقة الزوجية والواقع يقول أن حمايتها تتم بمعرفة حدود الله لها {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا}، وقوله تعالى:{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا}.
طالب شاتي
22ذي الحجة1441