(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [الأنفال:24].
انتهت بالأمس مراسيم الزيارة الفاطمية الكبرى في الثالث من جمادى الاخرة ومراسيم التشييع الرمزي لنعش الصديقة الزهراء (عليها السلام) الا ان العمل بالخطاب يبدا الان ولم ينته الى حين تحقق النصر المبين.
من المفرح ان الامة التي تتبع المرجع اليعقوبي باتت تفهم ما بين السطور والرسائل التي يتضمنها الخطاب لان المرجع اليعقوبي قد ربى هذه الامة على هذا النمط من التواصل، ففي اثناء الخطاب ارى في وجوه المؤمنين الحيرة والقلق من كلمات الخطاب واستشعروا الخطر على قيادتهم وان ثمة دورا عليهم ان يفعلوه وان كان الكثير ممن علم دوره وعمل به لكن مع ذلك انتبهوا الى قضية قد تكون غائبة عن اذهانهم، او ان نشوة النصر قد اسكرتهم ليغفلوا عن بعض الجوانب.
حذرت مسبقا وذكرت في صلاة الجمعة في محافظة واسط وفي بابل كما ركزت على هذه الجزئية في سلسلة محاضرات (نحو ثقافة اسلامية واعية) في شهر رمضان الماضي من ضرورة تفعيل دور القاعدة لحماية قيادتها الحقة لكي يقطعوا الطريق على كل المنافقين والظلمة من الاقدام على ارتكاب اي جريمة.
جاء الخطاب هذه المرة ليضع الامة امام تكليفها الحقيقي بشكل واضح لا يقبل اللبس والاحتمالات، فالخطاب جاء ليضع النقاط على الحروف ويحدد حتى التكاليف الملقاة على جميع شرائح الكتلة الرسالية دون استثناء. اما الان وبعد ان القى المرجع الكرة في ساحة الامة فهذا يلزم الامة اتخاذ الخطوات العملية الجادة ومنها على سبيل المثال:
اولا : يجب ان تشكل غرف عمليات حقيقية في كل محافظة تتكون من كل مؤسسات المرجعية مع ضم الشخصيات الفاعلة والمؤثرة في الساحة الاجتماعية والفكرية والثقافية والدينية، ورصد كل بادرة من بوادر الهجمات التسقيطية والتضليلية لمعالجتها بالأساليب الحسنة.
ثانيا: التركيز على اقامة واحياء المناسبات بشكل جماهيري مركزي موسع يركز عليه اعلاميا يتلاءم مع واقع الحدث.
ثالثا : التركيز على احياء صلاة الجمعة والحضور المكثف فيها ورفع مستوى الخطب واختيار الموضوعات المؤثرة.
رابعا: على طلبة الحوزة العلمية الاهتمام بالحركة الاجتماعية والاهتمام بشؤون المجتمع ومتابعته بشكل دقيق. كما عليهم تدوين وتسجيل كل عوامل القوة التي تمتاز بها المدرسة الحركية المتمثلة بقيادة المرجع اليعقوبي وابرازها بشكل واضح لإيصالها الى مستوى الثقافة العامة. كما يجب على الجميع اعلان هويته بشكل ناصع وواضح وتبني كل مشاريع المرجعية والافكار التي تصدر عنها دون خوف او خجل.
خامسا: الاهتمام الواضح بفئة الشباب وتربيتهم بشكل خاص على اهداف المرجعية الشاهدة واندكاكهم بها والاخلاص لها، والقيام بالفعاليات الشبابية ذات الطابع الجماهيري وتغطيتها اعلاميا بشكل مكثف.
سادسا: على الشعراء والرواديد الكرام كتابة الاشعار والقصائد الحماسية الداعمة للقيادة الرشيدة ونشرها بكثافة.
واخيرا اقول: مهما كانت الحركة واعية ومنهجية الا انها تحتاج منا ايصالها الى كل ابناء المجتمع واعني ان يفهموها بشكل واضح وهذا يلزم منا استيعاب كل شرائح المجتمع ومعرفة اللغة التي يفهمونها وان لا تقتصر الحركة على النخبة فالوصول الى كل الشرائح يضمن نجاح الحركة.
كما على الجميع ان يربوا الامة على الطاعة التامة لقيادتها فالطاعة سر نجاح العمل الرسالي، فعلى الجميع مهما كان شانه ان يمتثل لتوجيهات القيادة الواعية.
خذوا بنظر الاعتبار ان الكرة في ساحة الامة لا تنتظروا غيركم يقوم بدوركم.
ان تنصروا ينصركم ويثبت اقدامكم
بقلم /الشيخ عبدالهادي الزيدي