الشيخ حسن العلي
بسمه تعالى:
من الملاحظ في مسيرة جامعة باقر العلوم الدينية أنها لم تكتفِ بالتعليم التقليدي، بل اتجهت نحو مشروع حضاري متكامل يربط الفقه بالواقع، والعقيدة بالتحرك الرسالي، والعلم بالتهيئة للظهور المبارك للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ومن هنا نشأت فكرة المعسكرات التدريبية للظهور كأحد المشاريع الميدانية الرائدة لدى مرجعية سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله).
أولاً:
ترتكز رؤية الجامعة على أن التمهيد للظهور لا يكون بالشعارات فحسب، بل ببناء الإنسان الرسالي الكامل القادر على حمل أعباء الدولة المهدوية.
ولذلك صيغت المعسكرات كمشروع عملي يهدف إلى:
1. التربية الإيمانية والجهادية على نهج أهل البيت (عليهم السلام).
2. تنمية روح الجماعة والانضباط والطاعة الواعية للقائد الإلهي.
3. إعداد القيادات الشابة المؤمنة بفكر السيدين الشهيدين الصدرين، والمستنيرة بتوجيهات سماحة المرجع محمد اليعقوبي (دام ظله).
4. تطبيق المفاهيم العقائدية في ميدان العمل الاجتماعي والسياسي والتعبوي.
ثانياً:
المحاور المعرفية والتربوية
يُدرَّس في الجامعة مزيج من العلوم المتنوعة كالقرآن تلاوته وتفسيره، نهج البلاغة، العقائد، الفقه، الأصول، الفلسفة، الأخلاق، التبليغ، علم الرجال، النحو، البلاغة، الصرف، الخطابة، دروس مهدوية، دورات في فن الإلقاء والبحث والتأليف وغيرها.
ثالثاً:
أهم النتائج:
أثبتت التجربة نجاحها في تحويل الحوزة والجامعة من مؤسسة تلقينية إلى حركة حيوية رسالية من خلال:
. إعداد جيل واعي من طلبة العلم المؤمنين بالتمهيد للظهور المبارك.
. إحياء روح الجهاد السلمي في نشر الوعي والإصلاح الاجتماعي.
. تعزيز الثقة بدور المرجعية الرسالية كقائدة لمسيرة التمهيد.
رابعاً:
الجامعة كمحور للنهضة المهدوية:
جامعة باقر العلوم بهذا المشروع أصبحت مختبراً تربوياً للنهضة المهدوية، ومركزاً لتوليد الأفكار، وصناعة القادة الذين يجمعون بين:
البصيرة العقائدية، المهارة الميدانية، الإخلاص لله ولوليّه الأعظم.
فهي تسعى لأن تكون المدرسة التي تُنجب الـ313 فكراً وروحاً ومساراً، وتحوّل مفهوم الانتظار من حالة سكون إلى حركة بناءٍ دائم.
إن مشروع المعسكرات التدريبية للظهور المبارك ليس نشاطاً موسمياً، بل منهج حياة رسالي يربط بين الدراسة الدينية والعمل الاجتماعي والتمهيد العملي للإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
وهو تعبير عن فهم عميق لرسالة الحوزة والجامعة في زمن الغيبة، واستجابة صادقة لنداء السماء حيث يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ…)).