البث المباشر
  • الرئيسية
  • من فكر المرجع اليعقوبي
  • أهل البيت
  • المناسبات الإسلامية
  • الدين والحياة
  • البث المباشر

تناهيد دار أبي الأرقم ، أوراق يعقوبية (14)

تناهيد دار أبي الأرقم ، أوراق يعقوبية (14)

27 مايو 2019
693 منذ 6 سنوات

لم تكن شجاعة الشّيخ اليعقوبي في إطار معارضة فكر و منهج السّلطة البعثية فقط ، بل كانت قد تجلّت في ميدان آخر ، لا يقل خطورة و صعوبة ، بل إنّ علماء الشّيعة إجمالاً يتقّوه و يحذروه أكثر من خطر مقارعة النّظام و السّلطان ، و هذا هو (الميدان الاجتماعي) ، إنّ حركة المرجع بعيدة عن ذوق الناس و رغباتهم ، و ما ألّفوه في حياتهم أمر في غاية الصّعوبة ، و يولد ردّة فعل تجاهه ، بل أحياناً قطيعة و مشاكل و ذهاب النّاس من حوله أيدي سبأ .

لقد كان الشّارع الصّدري و أكثر طلبة جامعة الصّدر ممتعض جداً من الحوزة الأخرى ، خاصّةً بعد فقد السّيد الصّدر الثّاني بل الكثير منهم يكن العدّاء و البغضاء لها ، بل لا يتوانى عن رشقها بوابل من السّباب ، و هي سابقة خطيرة في الشّارع العراقي الشّيعي ،  فكان توجّه الشّيخ اليعقوبي يتقاطع تماماً مع هذا المهج و الأسلوب ، و يرفضه جملةً و تفصيلاً .

أتذكّر في عام 1999 ( و كنت طالباً في المرحلة الأولى) أن الشّيخ اليعقوبي كان قد دعى إلى رأب الصّدع الذي نجم من تفرّق التّشييع ، صدريين و سيستانيين و لملمة أطراف الحوزة ، و أبناء المذهب ، و ترك المهاترات و التّقاذف و السّباب بين مؤيدي ما عرف آنذاك بالسّاكتة و النّاطقة ، و قال أن هذا الموضوع أخذ منحى غير صحيح ، و عندما ألقيت محاضرة كان سماحته و الشّيخ قاسم الطّائي ، و الشيخ قيس الخزعلي ، و الشّيخ حيدر اليعقوبي ، و السّيد مصطفى الصّدر ، و السّيد محمد حسين الطباطبائي ، و طلبة المرحلة الأولى حاضرين فيها ، فلمّا أعجب بها سماحة الشّيخ ، طلب منّي أن أكتب كتيّباً حول مضمون المحاضرة ، فكان كتيّب : (اتقوا فتنة) ، الذي أحدث ضجّة بعد طبعه و توزيعه على طلبة الجامعة ، بسبب الانتقاد للصّدرين ، فقرر الشّيخ سحبه و إتلافه !!

و كان سماحته يقول إننا في السّابق ندفع ثمناً (نقد الاتجاه الآخر) ، فكان مقابل مثمن و هو توعية النّاس و لفت انتباههم إلى القيادة الأصلح ، و كذلك تحريك الاتجاه الآخر ، و تحفيزه نحو العمل ، أمّا اليوم فالاستمرار بمنهج النّقد و التّقريع ، فهو دفع ثمن بالمجّان و العقلاء لا يفعلون ذلك .

و حينما لوّح ” الشيخ عباس الغزالي ” معرضاً بالحوزة السّاكتة ، و كان سؤاله حول تمييز العالم النّاطق من غيره ؟ كان رد الشّيخ جميلاً و واعياً قال : لا نطالب العلماء أن يكونوا على شاكلة السّيد الصّدر الثّاني ، بل يجب على العالم أن يتحرّك وفق الحيّز المتاح له ، فمن كان يستطيع أن يتحرّك عشرين بالمائة ، و لم يتحرّك بهذا المقدار ، كان مقصّراً و لا نطالبه أن يتحرّك أكثر من ذلك .

و كانت المشكلة تكمن في تصور أغلب الطّلبة بأن يكون الكل نسخة من السّيد الصّدر الثّاني ، و هو أمر محال !!! و هكذا استطاع الشّيخ شيئاً فشيئاً ، أن يعدل من أمزجة الطّلبة ، و يقلل من عصبيّتهم أو يلغي ـ أحياناً ـ تطرّفهم و استطاع أن يكون المثل الأعلى لهم و لم يشذ عن إتباعه سوى نفرٌ قليل في نهاية المطاف .

مشاركة المقال:

مقالات مشابهة

يوم الغدير: عقيدة والتزام وتضحية

المرجعية بين الانكفاء والتجدد: بوصلة الشيعة في زمن التحوّلات الكبرى

المرجعية الرسالية في النجف الأشرف: من الثبات إلى التمهيد – قراءة في مشروع المرجع الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)

الجدول

  • على الهواء
  • التالى
  • بعد

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

مناسبات شهر رمضان

وفاة الصديقة خديجة الكبرى عليها السلام

10

ولادة سبط النبي الاكرم (ص) الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام

15

شهادة مولى المتقين الامام علي عليه السلام

21

ليلة القدر

23

تابعنا

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لقناة النعيم الفضائية