البث المباشر
  • الرئيسية
  • من فكر المرجع اليعقوبي
  • أهل البيت
  • المناسبات الإسلامية
  • الدين والحياة
  • البث المباشر

بين الحج الإبراهيمي والمسجد الأقصى مهد الإسراء علاقة عقيدة وعبادة

بين الحج الإبراهيمي والمسجد الأقصى مهد الإسراء علاقة عقيدة وعبادة

09 أغسطس 2018
1430 منذ 7 سنوات
عندما يجتمع المسلمون على صعيد (عرفات) من مختلف الأجناس والألوان والألسن، تجمعهم عقيدة واحدة هي عقيدة التوحيد، لمعبود واحد هو الله جل وعلا، وهدف واحد هو تلبية النداء الذي أطلقه سيدنا إبراهيم (ع) منذ ألاف السنين.

بأمر من الله سبحانه وتعالى، بعد بناء البيت الحرام حين أمره بقوله تعالى: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، فيتوافد المسلمون جميعاً لأداء مناسك الحج وهي الفريضة التي فرضها الله تعالى على عباده عند الاستطاعة لكنّها تمثل الركن الخامس من أركان الإسلام.

إنّ الحج حدث يحصل كل عام، يذهب الحجيج إلى بيت الله الحرام يؤدون مناسكهم ويعودون، يحدوهم الأمل جميعاً أن يكونوا من المقبولين.

لكن الجديد أن الأمّة مشغولة بما يحدث للمسجد الأقصى من تدمير وتدنيس وتهويد على أيدي اليهود. فقد توالت أعمال الحفر والتخريب حول المسجد الأقصى ومن تحته حتى ظهرت تصدعات كبيرة حول محيطه، وكذلك قبة الصخرة، وقد سقطت أجزاء كبيرة من جراء الحفر في المسجدين. إضافة إلى المؤامرات التي يحيكها الصهيوني والأمريكي لتهويد القدس وإعلانها عاصمة للكيان الغاصب، وتشتيت أهل فلسطين ومن تبقى منهم.

فهل يذهب المسلمون إلى الحج هذا العام وهم مطمئنين راضين لما يحصل للقدس وللمسجد الأقصى ؟ وفي ظل حرمان أخوة لهم مسلمين أيضا من دول إسلامية شاءت أيادي الظلم أن تحرمهم حقهم في آداء فريضتهم، هل سنشهد موقفاً إسلامياً موحداً يتصدى لهذه القرارات؟. وإذا كانوا قد انشغلوا بأمر الأقصى فهل فكروا في نصرته وإغاثته، أم أن انشغالهم بتقبيل الحجر الأسود، والدعاء والبكاء حول الكعبة، وشراء الهدايا لذويهم ألهاهم عن التفكير في المسجد الأقصى وما يحدث له؟

هل فكروا وهم يطوفون حول البيت الحرام ملبين مهللين أنهم يقفون في نقطة انطلاق رحلة الإسراء والمعراج المباركة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وأنّ نقطة الوصول لهذه الرحلة وهي المسجد تئنّ تحت ضربات الغدر والخيانة والكذب والإفتراء والتضليل؟هل فكروا في العلاقة الأكيدة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى التي أكدها القرآن الكريم ؟

يقول الله تعالى في مطلع سورة الإسراء “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير”.هذه العلاقة الفريدة التي تصورها لنا الآية الكريمة في وصف ما حول المسجد الأقصى (الذي باركنا حوله)، فهي الدائرة حول بيت المقدس مهما تتسع أقطابها تظل مباركة. إنّ العلاقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى لا تحتاج إلى برهان… فهل سيفكّر المسلمون في حل لإنقاذ الأقصى السليب أو إتخاذ قرار بالتصدي لإعتداءات اليهود السافرة على الأقصى ومن حوله.

في غمرة الأحداث المتلاحقة على الأمة الإسلامية والمعاناة اليومية التي تعانيها شعوبها في العديد من الدول، ومع كثرة الجراح الغائرة والفتن وهموم الأمّة على تباينها واختلافها، تضاف قضية الأقصى المبارك لما له من قداسة ومكانة عقدية عند المسلمين منذ أن كان القبلة الأولى لهم.وتوثقت مكانة المسجد الأقصى في نفوس المسلمين بحادثة الاسراء والمعراج، تلك المعجزة العقائدية التي اختص بها رسول الله (ص). لقد وضع عزّ وعلا بهذه الوثيقة الربانية مسؤولية رعاية هذا البيت وحمايته من عبث العابثين، وانحراف المنحرفين، وصارت هذه الوثيقة آية تتلى مُذكّرة المسلمين بمسؤوليتهم تجاه الأقصى وما حوله فقد أسري برسول الله (ص) ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس قبل الهجرة بعام، ومن بيت المقدس صعد النبي(ص) إلى السماء فكان المعراج.

إنّ مكانة المسجد الأقصى في الإسلام تؤصّل أيضاً مسؤولية المسلمين عنه حماية ورعاية وصيانة، وأنه لا يجوز لهم شرعاً التفريط فيه، أو التهاون في حمايته واسترجاعه ممن سلبه منهم. لكن ما نراه اليوم وللأسف ، أنّ مجموعة من المسلمين يتأمرون ويخططون لضياع القدس ومسجدها، يتهافتون على التطبيع مع الكيان الصهيوني بحجج واهية ومصالح ضيّقة لا يحاولون حتى الترفّع عنها، ولو لأجل عقيدتهم الإسلامية. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يكيدون لكل مسلم سواء كان دولة أو نظاما لا يزال يحمل عقيدة الدفاع عن القدس ويطالب باسترجاعها من يد الصهاينة. من المهم التذكير هنا بإعلان الإمام الخميني يوما للقدس، في آخر جمعة من شهر رمضان ليكون هذا اليوم تجديد للعهد والميثاق الذي نزله الله عزّ وعلا في كتابه الكريم.

لقد انشغل المسلمون في الأونة الأخيرة بقضية الأقصى، وما يحدث له من اعتداءات وتخريب وتدمير على أيدي الصهاينة. هذه الأفعال الوحشية التي لم يسبق لها مثيل من حيث التخطيط التآمري، والتزييف السافر للحقائق، والادعاءات الكاذبة والمضللة.

ومع ذلك تثار العديد من التساؤلات في أوساط المسلمين هل من الممكن أن يهدم الأقصى؟ هل الوسيلة الفعالة لهدم الأقصى هي حفر الأنفاق تحته، أم أنّه من المحتمل، أن تلقى عليه قنبلة أو يقذف بدبابة ؟ وما المتوقع إذا هدم الأقصى بالفعل، هل سيتحرك المسلمون؟ إنهّا تساؤلات خطيرة وحرجة، تجعلنا نعتقد بأنّ هدم الأقصى وتهويد القدس سيكون لهما أثار هائلة، سيدفع اليهود ثمنها قبل غيرهم. لكننا بالمقابل نرى الصهاينة يعملون على تفعيل مخطط التهويد بالإسراع في المشاريع الإستيطانية من جهة وإقرار قانون “القومية اليهودية” من جهة اخرى.إنّ المسلمين اليوم، مطالبون بداية أن يتذكروا أنّ القدس هي أولى القبلتين ، وأنّ ارتباطها العقائدي والعبادي بالمسلمين لا يقل أهمية عن مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأنه من الضروري على الأمة الإسلامية كلها أن تتخذ خطوات فاعلة لحمايتها من الصهاينة.

مشاركة المقال:

مقالات مشابهة

يوم الغدير: عقيدة والتزام وتضحية

المرجعية بين الانكفاء والتجدد: بوصلة الشيعة في زمن التحوّلات الكبرى

المرجعية الرسالية في النجف الأشرف: من الثبات إلى التمهيد – قراءة في مشروع المرجع الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)

الجدول

  • على الهواء
  • التالى
  • بعد

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

مناسبات شهر رمضان

وفاة الصديقة خديجة الكبرى عليها السلام

10

ولادة سبط النبي الاكرم (ص) الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام

15

شهادة مولى المتقين الامام علي عليه السلام

21

ليلة القدر

23

تابعنا

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لقناة النعيم الفضائية