البث المباشر
  • الرئيسية
  • من فكر المرجع اليعقوبي
  • أهل البيت
  • المناسبات الإسلامية
  • الدين والحياة
  • البث المباشر

بين(رهط شعيب)ورهط الإصلاح:قراءة سياسية في خطاب الشيخ اليعقوبي

بين(رهط شعيب)ورهط الإصلاح:قراءة سياسية في خطاب الشيخ اليعقوبي

25 نوفمبر 2025
13 منذ 8 ساعات

بقلم: نهاد الزركاني

ألقى المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) خطابه السنوي في ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليهاالسلام) في ساحة ثورة العشرين بمدينة النجف الأشرف، وسط حضور جماهيري واسع يترقّب رسائل هذا الخطاب التقليدي الذي تجاوز في الأعوام الأخيرة حدود المناسبة الدينية إلى مساحة القراءة الهادئة للتحديات الاجتماعية والسياسية في العراق والمنطقة.

الآية التي تُقرأ بها السياسة

استند سماحته إلى الآية الكريمة من سورة هود:

{ما نفقه كثيراً مما تقول وإنّا لنراك فينا ضعيفاً ولولا رهطك لرجمناك}

وهي آية تحكي مواجهة النبي شعيب (عليه السلام) لقومٍ عجزوا عن الرد بالحجة فلجأوا إلى التهديد والتسقيط والاستخفاف. غير أن اختيار هذه الآية لم يكن خطاباً وعظياً، بل إطاراً تحليلياً لطبيعة الصراع بين المصلحين وبين بنى الفساد التي تتوارث أدواتها منذ القدم: التشويه، السخرية، والإقصاء.

فالرسالة هنا واضحة:

المصلح لا يُستهدف لضعفه، بل لقوة مشروعه، ولا يُسكت إلا حين تُنتزع عنه الحاضنة الشعبية.

إحياء الذاكرة بوصفه قراءة للحاضر

ربط سماحته بين ما جرى مع شعيب (عليه السلام)، وما واجهه الإمام الحسين (عليه السلام) من قولهم: ((ما ندري ما تقول)) ثم مرحلة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وفاة أبي طالب (رضي الله عنه) وصولاً إلى الدور الاستثنائي للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في نصرة أمير المؤمنين (عليه السلا) بعد الانقلاب على وصية الرسول.

هذه الاستحضارات لم تكن سرداً تاريخياً بل تأكيداً لقاعدة سياسية ثابتة:

لا مشروع إصلاحي من دون قاعدة اجتماعية تحميه، ولا قيادة ربانية تستقيم من دون نصرة واعية.

من قدسية الرمز إلى واجب الأمة

أعاد سماحته تقديم السيدة الزهراء (عليها السلام) بوصفها “ركناً شديداً” للحق؛ ليس من باب التبجيل العاطفي، بل باعتبارها نموذجاً للمرأة التي واجهت انحراف الأمة ودافعت عن وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحذّرت من الصمت الذي يتحوّل في لحظة ما إلى شرعية للباطل.

وفي هذا السياق، لا يخاطب الخطابُ الماضي، بل يوجّه حديثه إلى الجيل المعاصر….

الحرب اليوم ليست عسكرية، بل ناعمة……

هجوم إعلامي، تشويه الرموز، صناعة وعي زائف، إغراءات، تفكيك الهوية، ومحاولات منظمة لإضعاف الثقة بين الناس وقياداتهم.

وكأن الخطاب يقول للشباب

كونوا رهط الزهراء (عليها السلام) عليكم اليوم… كما كان رهط شعيب الأمس.

القائد لا يُستهدف إلا حين تتراجع الأمة…

يركّز سماحته على نقطة سياسية شديدة الوضوح:

الأعداء لا يخشون العلماء بأشخاصهم، بل يخشون القاعدة الشعبية التي تلتف حولهم.

وتجربة الشهيدين الصدرين مثال صارخ: كان استهدافهما ممكناً حين أُضعفت القاعدة، وعسيراً حين كانت متماسكة.

هذا التحليل يلامس الواقع العراقي الذي يشهد منذ سنوات موجات تشويه ممنهجة ضد المرجعيات، وضد كل مشروع إصلاحي يرفض الفساد العام.
برنامج عمل للأمة

ينتهي الخطاب إلى أربع مسؤوليات واضحة تمثّل برنامج عمل اجتماعي وسياسي

١.إيصال صوت القائد والدفاع عن مشروعه، لأن تغييب الفكر أول خطوة في إلغاء الدور.

٢.دور النخبة العلمية في شرح المؤهلات وتفنيد الشبهات.

٣.الالتزام العملي بالمشروع الرسالي، إذ لا قيمة لأتباع غير ملتزمين…

٤.الفاعلية المجتمعية في تنفيذ المؤسسات والمبادرات، لأن قوة القائد تُقاس بنشاط قواعده.

هذا البرنامج يضع العلاقة بين الأمة والقيادة في إطار تكاملي: كما ((يجب على القائد النصح والهداية))((يجب على الأمة الحماية والنصرة))

خلاصة

يقدّم خطاب الشيخ اليعقوبي هذا العام رؤية تتجاوز حدود المناسبة الدينية، إلى قراءة معمّقة لطبيعة الصراع المعاصر في العراق، حيث تتقاطع الفتن الإعلامية مع محاولات تفكيك المرجعيات وإضعاف الوعي.

وهو خطاب يذكّر بأن حماية المشروع الإسلامي النقي لا تتم بالخطب وحدها، بل ببناء قاعدة اجتماعية واعية وصابرة، قادرة على الدفاع عن رموز الإصلاح، وعدم تركهم فرائس لمحاولات الإسقاط والتشويه……

إنّه نداء واضح:

القيادة لا تُحمى بالشعارات… بل بالوعي والموقف والالتفاف حول مشروع الإصلاح.

 

مشاركة المقال:

مقالات مشابهة

تحليل نفسي لظاهرة البكاء ومعانقة المطربين

تذكرة: إلى القانونين والمحامين والقضاة 

مراهقة البنات بين الاعتدال والانحراف

الجدول

  • على الهواء
  • التالى
  • بعد

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

مناسبات شهر ربيع الاول

شهادة الامام الحسن العسكري ع

8

ولادة النبي الاكرم (ص)

17

ولادة الامام جعفر بن محمد الصادق ع

17

تابعنا

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لقناة النعيم الفضائية