لازال الدمع يحرق جفني، وأمواج الشوق تتلاطم داخل روحي، فتارةً تأخذني بقسوةٍ بعيدًا عن ديار المحبوب، وتارةً تقذفني في ساحة الحنين لألثم ترابه المقدس.
كم أتعبني طول البعاد، وسرت في دروب العاشقين، حتى أبحث عن ذرّة هواءٍ لأتعلّق بجناحيها، علّها توصلني إلى قبته الطاهرة، لأكحّل عيني بنورها، وتطيب نفسي بزيارة الأطهار.
سيدي! زادت عليّ الهموم، أنحلني الجوى، نفذ الصبر مني، فوقفت في عتمة الليل الدامس أطرق بابك، وأتذكر أيامًا خلت بجوارك، فقد كنت مأوى روحي، سكينة نفسي، ونبض قلبي! الذي دقّ عندما لاذت يدي ببابك، وحين أقرأتك السلام، اضطرب القلب، تزلزل النبض، وفاضت الدموع الساخنة على أعتابك …
سيدي! إنّ ليل العشق يُذبلني، وألم الفراق يقتات من قلبي، فهلّا مددت يديك إليّ، وانتشلتني من الضياع، وأوصلتني إلى بقعة الطهر والجنان؟ إنّ أملي بلقائك باقٍ ما أشرقت شمس الأصيل وما لاح بدرٌ في السماء!
سيدي يا بن الزهراء! ياعلي بن موسى الرضا! خدني إليك قبل أن أرقد في مثواي الأخير، فهي أمنية شائقٍ ذاب عشقًا وولهًا في لقائك …