الرسالة العملية للقائد الفقيه الرباني ليست كتاب الأحكام الفقهية النظري ، إنما هي الميدان الإجتماعي الذي ينزل _ بضم الياء وتسكين النون _ فيه تلك الأحكام الشرعية الى ساحة التطبيق العملي في مختلف شؤون الحياة ، ويسعى جهد امكانه لتمكين الأمة من التزامها و تأديتها من خلال قوله وفعله معا ، بلا فاصل بينهما.
اي ليس من خلال تنظيره لها _ اي الأحكام الشرعية _ عبر التأليف والتدريس فقط ، بل يلحظ المجتمع بتفاعل واهتمام ؛ الجانب العملي المتحرك الذي يمثل فلسفة التشريع ، وابعاده ، وأهدافه في سلوك الفقيه القائد ، وأدائه الديني الناضج المتوافق مع متطلبات المرحلة ، وعمله في دائرة صلاحياته التي تتوسع بحسب ذكائه وهمته ورؤيته السيتراتيجية بعيدة المدى لحركة الإسلام ومستقبله ، وتوظيفه واستثماره للزمكان المتاح له ، وحركة بياناته المرافقة لكل ما تعيشه الأمة من هموم وأمال ؛ بحسب ما بين يديه من أدوات ، ومواقفه التي يقدم من خلالها عمليا كل ما ألف فيه من كتب ، وبينه وشرحه في كلماته ومواعظه وخطاباته من المفاهيم الإسلامية النظرية في التربية والاخلاق والاجتماع والاقتصاد والسياسة وغيرها. و يذهب الى الرفيق الأعلى أخيرا بعد جهد وجهاد في تقديم ما تنجز عليه من تكاليف في خدمة الثقلين . عن الإمام الصادق عليه السلام :
( العالم من صدّق فعلُه قوله)…………………. (هكذا كان محمد الصدر قدس)
الصدر الثاني حاضر رغم الغياب
____
الشيخ عمار الشتيلي
النجف الاشرف
٢ _ذي القعدة _١٤٤٦ هج