في برنامج من نور القرآن أكد سماحة المرجع اليعقوبي على أهمية القرآن الكبرى فيما اشتمل عليه من هداية إلى العقائد الصحيحة، والعبادات الحقة، والأخلاق الكريمة، والتشريعات العادلة، وما اشتمل عليه من تعاليم بناء المجتمع الفاضل، وتنظيم الدولة القوية.
مشيراً أنّ المسلمين لو جدّدوا إيمانهم بأهمية هذا الكتاب الكريم، وكانوا جادّين في الالتزام والطاعة لما فيه من أوامر وتوجيهات إلهية حكيمة، فإنهم يجدون ما يحتاجون إليه من حياة روحية طاهرة، وقوة سياسية وحربية، وثروة وحضارة، ونعم لا تعدّ ولا تحصى؛ لافتاً لقوله تعالى: “وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ”.
وشدد سماحته كعادته على توجيه الأمة بالرجوع الى القران الكريم والتفسير الموضوعي للقران وارشاد الأمة إلى كيفية تفعيل القرآن في الحياة بصورة عامة وأضاف مفسرا لقوله تعالى “وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ” وبدأ سماحة المرجع بالتفسير اللغوي للآية وينتقل بعد ذلك إلى توضيح من هو العدو الحقيقي وكيفية الاستعداد لمواجهة هذا العدو حيث بين عدة نقاط نذكر منها:
1-وأعدوا أمر وإلزام، والاعداد لغة: تهيئة مقدمات الشيء كإعداد الماء للغسل والسُّلم للصعود.
2ـ لهم: اي كل عدو مُتصوَّر سواء كان مادي أو معنوي، إذا نظرنا بشكل مستقل للآية الكريمة دون ملاحظة السياق.
3ـ من الأعداء ما هو مادي كالجيوش التي تحارب الاسلام والمشركين، ومنهم ما هو غير مادي كالشياطين والنفس والأمارة بالسوء مثلاً، ومن الاعداء ما هو ظاهر بَيّن ومنه ما هو متخفٍ كالمنافقين، وممكن ان يكون العدو ليس الآن وانما مستقبلي.
4ـ ما استطعتم: بكل ما تسمح به القدرة والاستطاعة.
5ـ من قوة: مطلقة لا تقتصر على القوة العسكرية وإنما تشمل القوة الاقتصادية والعلمية والإعلامية والسياسية والتنظيمية والاجتماعية.
6ـ أصل القوة هو: القوة المعنوية الروحية كالإيمان بالله تعالى والصبر والرضا والتسليم بما عند الله والتوكل على الله والدعاء والتوسل والتقوى، لأن الانسان يواجه بها أشدّ الاعداء كالشيطان والنفس، فيسمى عندئذ هذا بالجهاد الأكبر.
7ـ لابد أن يكون الإعداد للقوة بالمعنى العام والشامل ذاتي وليس خارجي.
8-الغرض الأول من إعداد القوة هو ردع الظالم (عدو الله وعدوكم) “تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ” كي لا يتماد في الظلم والعدوان.
9-الغرض الثاني من الإعداد هو جعل الناس الآمنين المؤمنين يشعرون بالراحة والاطمئنان والراحة في ممارسة شعائرهم.
10-الغرض الثالث من الإعداد هو المساهمة في فتح ابواب اعتناق العقيدة الحقّة أمام الآخرين وذلك من خلال إرعاب العدو وجعله خائفا ًمذعوراً.
ويذكر سماحته خلال الكلمة مصاديق إعداد القوة في السيرة النبوية المباركة خاتما كلامه بقوله: “ان بعض المبهورين بالغرب والذين يريدون الانفلات واتباع الشهوات يقرنون بين الدين والتخلف او يعدّون الالتزام بالدين سبباً للتأخر ويقولون ان أوربا ما تقدمت الا حين انسلخت عن الدين، مشيراً أنه نابع من الجهل فان المسلمين لم ينهزموا و لم يتخلفوا وتستعبدهم الأمم الأخرى الا حينما تركوا إسلامهم وتخلوا عن العمل بتعاليمه ومنها هذه الآية الشريفة ولو عملوا بهذه الآية الكريمة لسادوا العالم كما قدّر لهم وكما وعد الله تعالى بذلك وسيتحقق على يد الإمام المهدي المنتظر (ع).
لمشاهدة الحلقة كاملة عبر يوتيوب :