البث المباشر
  • الرئيسية
  • من فكر المرجع اليعقوبي
  • أهل البيت
  • المناسبات الإسلامية
  • الدين والحياة
  • البث المباشر

الفقهاء حصون الإسلام

الفقهاء حصون الإسلام

20 مايو 2025
27 منذ 3 أيام

لا شك في أن المكانة الكبيرة والسامية التي يحتلها الفقهاء ومراجع الدين العظام في الموروث الإسلامي بشكل عام وروايات الأئمة الأطهار بشكل خاص، وذلك لما لهم من دور عظيم في حفظ الإسلام من الانحرافات والانزلاقات التي قد تعترض سبيله، وهم الحُماة الأمناء على تعاليم الشريعة والساعون إلى رعاية المسلمين في شتى بقاع الأرض، وإيصال تعاليم الدين الحنيف إليهم بأفضل صورة ممكنة تجمع بين أصالة المبدأ ومواكبة العصر وتدفع عن الدين البدع والأباطيل، وتُنشئ أجيالاً تحمل الإسلام جوهراً ومضموناً لا صوراً وشعارات.

 

وما نحن بصدده ـ دون إطالة في المقدمة ـ أننا نسمع اليوم ونشاهد ما يجري في بعض الأوساط الشيعية من حديث حول من يخلف المرجعية الدينية في النجف الأشرف، وإلى من ستؤول هذه الأمانة العظمى، ومن هو الأقرب لها، ومن هو المنافس، وكأن الأمر سباق دنيوي أو تنافس على حطام الدنيا الزائلة التي اعتدنا من علمائنا الأعاظم هجرها، وليس وراثة علمية وروحية للأنبياء والأوصياء والعلماء العاملين.

وكأننا نسينا ـ أو تناسينا ـ ما ورد في الحديث الشريف: «إذا مات العالم ثُلِم في الإسلام ثُلمة لا يسدّها شيء»، متغافلين عن جسامة المسؤولية التي تقع على عاتق من يتصدى لهذا الموقع بعد رحيل العلماء الربانيين.

ولو ألقينا نظرة على واقع الشيعة في العالم الإسلامي كالعراق وإيران ودول الخليج ولبنان وسورية وأفغانستان وباكستان بعض دول أفريقيا وأوروبا والأمريكيتين، لوجدنا أن المرجعيات الدينية تنقسم إلى قسمين:

1. مرجعية محلية: يكون مقلدوها ضمن بلد معين فقط كأن تكون المرجعية في العراق أو في إيران.

2. مرجعية عامة: يتبعها الشيعة في مختلف بلدان العالم، وهذا القسم هو محل الحديث.

فالمرجعية الدينية العامة للشيعة اليوم تمثل مسؤولية عظمى تقع على عاتق الفقهاء المتصدين، من حيث الدفاع عن الإسلام عقيدةً وشريعة والرد على الشبهات ومواجهة التحديات الكبرى، فضلاً عن نشر فكر أهل البيت (عليهم السلام) في أصقاع المعمورة، كما أوصى الإمام الرضا (عليه السلام) بالحديث المروي عن الهروي قال:《سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: رحم الله عبد أحيا أمرنا فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا》. فإيصال هذه الرسالة الربانية هو تكليف شرعي يضطلع به الفقهاء في عصر الغيبة الكبرى.

وبصفتي ممن وفقه الله تعالى لخدمة شيعة أهل البيت (عليهم السلام) في بلدان متعددة، أقول ـ تجرداً للحق ـ إن من بين المراجع الأحياء الذين تصدوا بفاعلية لخدمة الدين والمذهب على المستوى العالمي خلال السنوات الخمس الأخيرة:

• سماحة السيد علي الخامنئي (دام ظله الوارف).

• سماحة الشيخ المرجع محمد اليعقوبي (دام ظله العالي).

• سماحة السيد السيستاني (أطال الله في عمره الشريف).

نعم، هناك مراجع آخرون لهم جهود مشكورة في بعض الأقطار، ويقدمون خدمات بحسب إمكاناتهم، إلا أن الدور العام والشامل للمذهب تحمله هذه القمم الثلاث، جزاهم الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء، فهم الداعمون الحقيقيون للحوزات العلمية في العالم، والمناصرون لشيعة أهل البيت، الذين يواصلون دعمهم مادياً ومعنوياً رغم الصعوبات والظروف.

والدعم المالي، الذي تتفاوت نسبته بحسب عدد المقلدين وموارد بيت المال، له دور رئيسي في تمكين المرجع من إدارة شؤون الطائفة ورعاية أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في أنحاء العالم.

ومن المؤسف اليوم أن نسمع ونرى من يتحدث عن من يخلف مرجعية النجف وكأنها تركة يُورَّثها الأبناء، أو غنيمة تُقسَّم بين أهل الدنيا، بينما الحقيقة أن المرجعية تكليف إلهي وواجب شرعي، لا تشريف أو سلطة، وأنّ المتصدي لها إنما يتحمل عبئاً عظيماً لا يسد فراغه بسهولة.

ويؤسفني أن أجد بعض المنتسبين للحوزة، أو من يتكلم باسمها، ينظر إلى المرجعية نظرة مغنم لا مغرم، وسلطة وتشريف لا تكليف، ولو علموا حجم هذه المسؤولية، لهربوا منها كما يهرب الفريسة من الأسد، ولكنهم ينظرون بعين الطمعلا بعين البصيرة.

وأقول لهم : لو اجتمع جميع مراجع الشيعة العاملين اليوم على تحمل مسؤولية خدمة الدين والمذهب، لما وسعهم ذلك مع اتساع رقعة الإسلام وكثرة أتباع أهل البيت (عليهم السلام) ولو وسعهم ذلك لما احتجنا لظهور الإمام، فما بالكم إن فقدنا واحداً من هذه القمم المتصدية؟ هل يستطيع الباقون أن يسدوا مكانه؟ لننظر إلى ما جرى للحوزة بعد فقدان المراجع السابقين، وكم عانى العلماء العاملون لسد الفراغ الذي خلفه الراحل منهم.

فلماذا تُسقطون من اعتباركم جهود العاملين المتصدين؟ ولماذا تستهدفون شيخنا المرجع اليعقوبي (دام ظله)؟ هل نافسكم على حطام الدنيا؟ هل منعكم من أداء واجباتكم؟ هل حرمكم من الأخماس وحبسها عنكم؟

بل الجميع يعلم أنه أعطى الإذن لعدد من المكلفين ـ خاصة في منطقة الخليج ـ بصرف الحقوق الشرعية على مستحقيها دون الحاجة إلى إيصالها إليه، فضلاً عن دعمه للبلدان الفقيرة كأفغانستان وباكستان والهند وغيرها.

فهو من القلة التي تعطي ولا تأخذ، ومع قلة المورد، ومع ذلك لم تثنه الإمكانات المحدودة عن أداء دوره تجاه الشيعة والمحرومين في عدة دول من العالم. فلماذا تخافون منه؟ أأحيا بدعة قد أميتت أو شاعت أم حارب السُنة؟ وهو القائل منذ سنين: «نحن لا نتنافس على سلطان، بل نحن أدرى بالساحة وما فيها». كما أن التقليد مسألة شخصية ترجع للمكلف، يختار فيها من يطمئن إلى علمه وعدالته وسماحته يقول بتعدد مراجع الدين لكي يترك مساحة للمؤمنين في أن ينهلوا ممن يجدونه مناسباً لهم وحسب الضوابط الشرعية.

فاطمئنوا، فإن المرجعية لا تُحتكر، وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) أحرار في اختيار مراجعهم، والتشيع لن ينقرض برحيل مرجع أو بغياب آخر، فقد مرت الشيعة بنكبات ومصائب على مر العصور ولم يندثر المذهب بحمدالله وحفظهم الله من كل الفتن والتحديات التي تحاك ضدهم، واليوم كما في الأمس وسيحفظهم الله من كيد المنافقين والطامعين بهذا المنصب الإلهي حتى يعجل الله في الظهور الميمون.

 

الشيخ عمار الهلالي

 

مشاركة المقال:

مقالات مشابهة

لله درك ما أعظمك.. اليعقوبي يستشرف حرب التسقيط ونتائجها

المرجع اليعقوبي شيخ فقهاء النجف الأشرف والأعلم..

مقارنة بين اتجاهين في المرجعية الشيعية

الجدول

  • على الهواء
  • التالى
  • بعد

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

مناسبات شهر رمضان

وفاة الصديقة خديجة الكبرى عليها السلام

10

ولادة سبط النبي الاكرم (ص) الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام

15

شهادة مولى المتقين الامام علي عليه السلام

21

ليلة القدر

23

تابعنا

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لقناة النعيم الفضائية