عندما نقف لإحياء ذكرى عيد الغدير فاننا نقف على ثقافة المسؤولية التي اضطلعت بها السماء عندما رشحت عليا ع وهو المؤهل والكفوء والمكين والأمين والغيور ليتحمل اعباء المشروع الالاهي بعد النبي صلى الله عليه واله .
وقد سار الإمام علي ع على نهج النبوة ، وقام بالمسؤولية الملقاة على عاتقه بأتم صورها ، وجميع مدياتها ، رغم تهميشه وابعاده عن محله .
فنراه مع كل ذلك الاقصاء والتهميش ، وكل ذلك الظلم الذي وقع عليه وعلى اهل بيته ع ؛ بقي يسير بصبر وارادة في خط المسؤولية الشرعية ، وهو القائل : فَصَبَرتُ وَفي الْعَيْنِ قَذًى ، وَفي الحَلْقِ شَجاً ، لانه يحمل هم الإسلام منهاجا للحياة ، ويعيش افاق الرسالة في كل معاناة حفظها وصيانتها وتبليغها ، سواء كان في داخل دائرة الخلافة او في خارجها .
اذن ثقافة المسؤولية تجاه الدين والهوية والقيم والمبادئ ، هي ثقافة غديرية اضطلع بها نظريا ، وعاش ادبياتها وآفاقها المتعددة وعل كل المستويات الدينية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والإدارية عمليا رجل الغدير المميز علي بن ابي طالب ع ، فكان تاريخ حياته تاريخ المسؤولية :
١. منذ اول يوم للإسلام مرورا بكل مراحل الرسالة وتفاصيلها مع رسول الله صلى الله عليه واله ، قال تعالى : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ.. ) الفتح (29 ) ،
٢ . وصولا الى السنوات العجاف منذ رحيل الخاتم حتى تسلمه زمام امور الأمة.
٤ . إنتهاءا بآخر فصل لأداء التكليف وهو فصل خضاب الدم في محراب جامع الكوفة المعظم ( فزت ورب الكعبة ) .
وهنا ….
وفي رحاب ليلة الثامن عشر من ذي الحجة نريد ان نتحرك جميعا وبزخم علوي غديري مسؤول خطوة نحو الأمام ؛ لنخرج من حالة البرود والتكاسل الذي قيدنا واقعدنا وكبل ايادينا ، وشل حركتنا نتيجة تزاحم الشبهات وتراكم الأخطاء ، وتفاقم اليأس الاجتماعي ، وفقدان الامل بالتغيير ، وصراع الارادات الدينية والسياسية والاجتماعية ، والتي لا اتجاوز وجودها ، ولا اقلل من حجم تاثيرها على مسيرة وتكامل َوعي وثقافة الانسان المؤمن والمجتمع المؤمن ، وبإرادة جادة وتفاعل واع مع الإسلام ، و مع أبعاد الغدير وثقافاته المتنوعة وبشكل يساهم في تنمية الاحساس بالمسؤولية ، وزيادة الشعور العملي بها .
اللهمَّ ما عرّفتنا من الحقّ فحمّلناه، وما قَصُرنا عنه فبلّغناه، .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام محمد و اله الطيبين الطاهرين.