البث المباشر
  • الرئيسية
  • من فكر المرجع اليعقوبي
  • أهل البيت
  • المناسبات الإسلامية
  • الدين والحياة
  • البث المباشر

الشهيد (محمد صادق الصدر) ونهيه عادة تقبيل الأيدي ؟

الشهيد (محمد صادق الصدر) ونهيه عادة تقبيل الأيدي ؟

02 يوليو 2019
1776 منذ 6 سنوات

إن من أهم ما أطلقه السيد الشهيد محمد صادق الصدر (عليه صلوات من ربه ورحمة) هي منع أتباعه وغيرهم من (تقبيل ياليد) ، معتبراً أن هذه (العادة) تدخل ضمن محكومية (الحرمة الأخلاقية) و (الكراهة الشرعية) ، وحاجباً ومانعاً أيديه من التقبيل أمام أتباعه بادئاً ذي بدء ، متأكداً بأن هذا المنع سيمتد من النور الى دهاليز أخرى قد تكون مظلمة .

وفي الحقيقة فإن هذا المنع يعد الأكثر كسراً للعرف ، والأشد مخالفة للمشهور ، والأوضح جرأة على (عادة) درج عليها المجتمع منذ كم وكم من العقود ، وربما أن هذا المنع هو الذي فتح عليه فوهات بنادق التخرص داخل وخارج الحوزة العلمية ، وامتد بتأثيره على طبقات المجتمع ، وكان مثاراً للحوار والنقاش والتضارب بالآراء والأيدي أحياناً ، لما يمثله من تهديد (لقدسية) مصطنعة كان البعض قد اتكأ عليها ليحول أفراد وأبناء الشيعة الى (توابع) يرون السعادة كلها في الإنحناء بحضرة الغث والسمين من المعممين لتقبيل أياديهم ، ضناً منهم بأن تقبيل اليد فيه رضا الله ونيل إحسانه .

 فقد كانت موضوعة (عدم تقبيل اليد) من المهام التي تبناها أتباع ومقلدو السيد الشهيد ، وبدأوا بالترويج لها ، ونشرها ، والحث على العمل بها ، ذلك لأن المجتمع الشيعي (العراقي) خصوصاً ، والمجتمع الشيعي (عموماً) كان قد اكتنـز وعيه و (لا وعيه) بمقولات (ثورية) أمثال (هيهات منا الذلة) ، وبالتالي ، فعملية وعادة تقبيل اليد لا تخرج عن كونها (ذلة) ولو بالعناوين الثانوية .

لقد استفاق أتباع محمد الصدر على فتوى خطيرة ، وأحبوها ، واعتمدوها ، ونشروها ، وتبنوها ، رغم أن الكثير منهم حاول أن يطبق هذا التوجه مع الجميع إلاّ مع السيد الشهيد نفسه ، وحاول الكثير منهم –  وكاتب المقال منهم – أن يسرق لحظة انشغال من السيد الشهيد ليقبل يده بطريقة أو بأخرى ، ولكنه (عليه صلوات من ربه ورحمة) لم يكن ليسمح لأحد بالعودة الى هذه العادة السيئة والمنكرة ، وكان يبدي استهجاناً لهذه (العادة) ، بل كان ينهر كل من يلح على تقبيل يده (رحمه الله) .

كانت صفة (عدم تقبيل الأيادي) ملصقة بأتباع السيد الشهيد ، ومن خلالها تسهل معرفتهم ، فقد كانوا يدخلون على العلماء والمراجع ، فيكتفون بالمصافحة فقط ، والوقوف باستقامة النخيل ، ومن خلال الإكتفاء بالمصافحة تتم معرفتهم على أنهم (صدريون) ، فتُضيق عليهم المجالس ، أو يبدأ ضدهم التهامس .

إن عادة تقبيل اليد معروفة في كل الأوساط الدينية ، وهي شائعة في التعامل مع رجال الدين من مختلف الطوائف والفرق الإسلامية ، ولدى المسيحيين واليهود والصابئة والإيزيدية وغيرهم ، وهي منتشرة عند زعماء القبائل ورؤساء العشائر ممن لم تنفع معهم – حتى الآن –  مفردات كتاب السيد الشهيد الموسوم بـ (فقه العشائر) ، وهي متفشية عند رجال (المافيا) ، وعند أعضاء المحافل الماسونية ، وآباء وأبناء منظمة (بناي برات) اليهودية ، على اعتبار أن تقبيل اليد نوع من أنواع التبجيل للآباء الروحيين .

وهي لم تكن معروفة لدى المسلمين إلاّ في أزمنة متأخرة ، حيث لم يصل الى أسماعنا من الروايات ما يدل على أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) أو أحداً من الأئمة الأطهار ، أو أحداً من الصحابة المخلصين ، أو حتى التابعين لهم بإحسان ، قد سمح لأحد أن يقبل يده ، ولذا ، فعادة تقبيل اليد تعد من (المستحدثات) شأنها شأن (اللطم) والتطبير وغيرها من (العادات) التي لم تكن … ثم كانت .

لقد كان السيد الشهيد الصدر محمد محمد صادق يحمل مشروعاً ثورياً مجدداً (داخل الحوزة العلمية) ، وقد ارتأى أن يبدأ بمشروعه من داخل المجتمع ، ومن طبقاته ، عكس الثورات التي تبدأ بتغيير السلطة والإنقلاب عليها والإستحواذ عليها ، ومن ثم النـزول الى طبقات المجتمع

وليس المقصود بذلك أن السيد الشهيد أراد أن يقوض صرح الحوزة العلمية ، بل أراد أن يبدأ بالتغيير والتجديد من خلال المجتمع ، وأراد أن يصفع (عرور) وأشباهه من الحاقدين الفاسدين صفعة تنبههم الى أن ما طرأ من مفاسد على بعض السلوكيات الشيعية فإنها (مقصودة) ومدروسة ومحسوبة ، وإنما مصدرها أعداء التشيع ، وآلة الحقد الصهيونية ، ولئن كانت الحوزة العلمية الشيعية مخترقة ، فلقد تم اختراق حتى جيوش ومنظومات وحوزات الأنبياء مع وجود الوحي وأخبار السماء .

لقد كان الولي المقدس محمد محمد صادق الصدر متأكداً بأن الوعي المجتمعي سيمتد من المجتمع البسيط الى أروقة الحوزة العلمية ، وسوف يدفع القيمين على الحوزة العلمية نحو التغيير والتجديد والتخلص من البراثن (الهجينة) التي علقت بثقافة التشيع والتي لم تلتفت الحوزة العلمية الى خطورتها .

ولم يكن السيد الشهيد غافلاً عن ضرورة البدء بخطوات التغيير داخل الحوزة نفسها ، حيث أن السيد الشهيد لم يكن مهتماً بموضوعة (الفتاوى) وطباعة رسالته العملية إلاّ كي تكون جواز مرور داخل الحوزة العلمية ، لأنه أراد أولاً أن يضع له متكئاً داخل الحوزة العلمية ، ومنها ينطلق الى مشروعه الإصلاحي المجتمعي ، ولذا نجد أنه قد بدأ – مع أول بوادر التفاف أتباعه من حوله – باقتناص ما درج عليه العلماء والمجتمع من (فتاوى) تمس حياتهم اليومية فبدأ بمناقشتها وتسليط الضوء عليها ، وربما مخالفتها بموجب ما يمتلكه من أدلة (عقلية أو نقلية) .

مشاركة المقال:

مقالات مشابهة

بمناسبة ذكرى مولدها.. نبذة عن حياة السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم (ع)

وصية الأخيرة الإمام علي: “كلمات خُطّت بالدم لتبقى للأبد”

شهر الله والصوم الأمثل

الجدول

  • على الهواء
  • التالى
  • بعد

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

مناسبات شهر رمضان

وفاة الصديقة خديجة الكبرى عليها السلام

10

ولادة سبط النبي الاكرم (ص) الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام

15

شهادة مولى المتقين الامام علي عليه السلام

21

ليلة القدر

23

تابعنا

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لقناة النعيم الفضائية