البث المباشر
  • الرئيسية
  • من فكر المرجع اليعقوبي
  • أهل البيت
  • المناسبات الإسلامية
  • الدين والحياة
  • البث المباشر

بعض واجباتنا تجاه الإمام المهدي (ع)

بعض واجباتنا تجاه الإمام المهدي (ع)

25 سبتمبر 2023
413 منذ سنتين

من الأسئلة التي كثيرا ما تتردد على ألسنة المؤمنين السائرين بإيمان ووعي وفطنة شوقا إلى ظهور ولي الله الأعظم الامام المهدي عجل لله فرجه الشريف هي :
ما اهم واجباتنا تجاه الامام الحجة ع ؟

في إجابتنا عن هذا التساؤل فيما يمكن تصوره من الواجبات تجاه الامام المنتظر ع ، نكون قد تحركنا خطوة متواضعة نحو ساحة العشق المهدوي المقدس ؛ فنقول :
بما أننا من رواد عصر الغيبة الكبرى ، وأحد طبقات اجيالها ، ينجز علينا التكليف ان نتحرك من عمق الايمان بالله تعالى ، والاعتقاد السليم بامامة اهل البيت ع ، لنستشعر افاق الوعي و المسؤولية تجاه أمامنا وملاذنا صاحب الزمان ع ، وما يمكن ان نتصوره من واجبات وتكاليف ينبغي علينا القيام بها ، ومنها :

أولا : التعرف على شخصية الإمام المهدي ع في ابعادها المتعددة ، وافاقها الواسعة ، فان المعرفة المعمقة بالشخص ، والإطلاع على مختلف شؤونه ، يعمق العلاقة به ، ويزيد من الانشداد اليه ، ويؤكد التفاعل معه ، ويوجب الاطمئنان بقربه ، والاستئناس بمعرفة احواله ؛ هذا من جهة ، ومن جهة اخرى تجنبنا المعرفة خطورة الانسياق وراء الدعاوى والشبهات والبدع والتيارات التي تبعد المؤمن عن جادة سبيل مولاه .

فعن زرارة بن أعين أنه سأل الصادق (ع) عن زمان الغيبة حيث قال : ( جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شيء أعمل ؟ قال (ع) : يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء ” اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ) . (١)

ثانيا : استشعار حضور الامام المهدي ع الفعلي معنا ، ومتابعته لشوؤننا الحياتية ، ورعايته لامورنا ، وعرض أعمالنا عليه ، هذه الاستشعار يتحول الى ميزان من موازين ضبط السلوك الخارجي ، وهذا يكسبنا تقربا منه ، و يجعلنا دائما في دائرة اهتماماته ع ، ويجعله ع دائما في دائرة اهتماماتنا ،
فنكون عندئذ حذرين في اقوالنا وافعالنا ، ساعين الى مطابقتها لسمت الشرع ، غير غافلين عن مراقبته ع ، ومتاملين دائما تاييده ودعاءه .
في الرواية عن عبد الله بن أبان الزيّات ـ وكان مكيناً عند الرضا عليه السلام ـ قال:
( قلت للرضا عليه السلام: ادعُ الله لي ولأهل بيتي. قال عليه السلام: أولستُ أفعل؟ والله إنّ أعمالكم لتُعرض عليّ في كلّ يوم وليلة. قال: فاستعظمتُ ذلك.
فقال عليه السلام لي: أما تقرأ كتاب الله عزّ وجلّ: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ قال عليه السلام: هو والله ابن أبي طالب عليه السلام ) . (٢)

وفي رواية سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “سمعته يقول عليه السلام: إنّكم تسوؤون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! فقال رجل: كيف نسوؤه؟ فقال عليه السلام: أما تعلمون أنّ أعمالكم تُعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك، فلا تسوؤوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسرّوه ) . (٣)
ولا فرق بين إمام وإمام لأنّ الأئمّة عليهم السلام كلّهم نور واحد، فما عند أمير المؤمنين ع من مهام يقوم بها ؛ هي عند سائر الأئمّة ع حتّى صاحب العصر والزمان عليه السلام.
_

ثالثا : ( الارتباط الوجداني بالإمام المهدي ) :
و هو تمتين الارتباط الروحي بالإمام المنتظر ع ، وتقوية التفاعل المعنوي مع وجوده المبارك ، وقيادته الصالحة ،
كالارتباط بين النبي يعقوب ع وولده النبي يوسف ع ، والتي تجاوزت العلاقة الأبوية الى العلاقة الوجدانية والروحية العميقة والمتينة ، و التي كانت ملؤها التذكر والاشتياق والدعاء ليوسف ع وهو في رحم الغربة . قال تعالى :
( قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ) . (٤)

وهنا يحمل مؤمنوا الغيبة شعورا تفاعليا تواصليا صادقا مع امامهم الغائب بعنوانه الحاضر بشخصه فيما بينهم ،
فيكون له الدعاء دائما بالحفظ والنصر والعافية ، وتعجيل الفرج ، وكبح الأعداء . والتصدق لدفع السوء عنه ، والمواظبة على زيارته ، و اهداء تلاوة القرآن اليه ، و عمرة البيت الحرام نيابة عنه ، .. الخ ) .
فعن يونس بن عبد الرحمن قال : أن الرضا (ع) كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا الدعاء : ( اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك بإذنك الناطق بحكمتك وعينك الناظرة في بريتك وشاهدك على عبادك الجحجاح المجاهد العائذ بك العابد عندك ، ..الخ ). (٥)

رابعا : (الانتظار الإيجابي لظهوره المقدس )
يقسم الانتظار الى قسمين :
أ _ الانتظار الإيجابي: وهو العمل بمتطلبات انتظار الفرج .
ب- الانتظار السلبي: وهو عدم القيام بأي استعداد من اي نوع لظهور الإمام المهدي ؛ وانعدام المسؤولية تجاه قضيته ع ، والتقاعس عن اداء التكليف تجاهه ، و ان الملاحظ والمستفاد من الأحاديث الشريفة هو وجوب العمل بالانتظار الإيجابي ؛ بتحقيق مقدمات الظهور لصاحب الامر ع ، والقيام بمقتضيات انتظار الفرج، والتي يمكن ان نمر ببعضها :

أ – تهذيب النفس :
ان تهذيب الانسان لنفسه ، وتربيتها على الخصال الحميدة، والصفات النبيلة ، وتعويدها على الملكات الصالحة من أهم مقتضيات الانتظار ، ذلك لأنه لن يوفق للمعية مع الإمام المنتظر ع إلا من رَبَّى نفسه، وهذب غرائزه ، و زان سلوكه ، واستقامت شخصيته ، و تعففت جوارحه ، واتقت جوانحه ، وعاش في طاعة الله متأملاً _ وهو على حذر _ ان يكون في دائرة رضا امامه ع ، وان يفوز يوما بالانضمام الى صفه وينصره .

روي عن الامام علي ع كلامه في صفات المتقين :
( فمن علامة أحدهم : أنك ترى له قوة في دين وحزماً في لين وايماناً في يقين . وحرصاً في علم وعلماً في حلم وقصداً في غنى وخشوعاً في عبادة، وتحملاً في فاقة وصبراً في شدة وطلباً في حلال ونشاطاً في هدى وتحرجاً عن طمع . يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل ، يمسي وهمه الشكر ويصبح وهمه الذكر . يبيت حذراً ، ويصبح فرحاً . حذراً لما حذر من الغفلة وفرحاً بما أصاب من الفضل والرحمة .
إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره ،لم يعطها سؤلها فيما تحب . قرة عينه فيما لا يزول وزهادته فيما لا يبقى. يمزج الحلم بالعلم والقول بالعمل .تراه قريباً أمله قليلاً زلله ، خاشعاً قلبه قانعة نفسه ) . (٦)
___
ب – استدامة الاعمال الصالحة :
من صفات واخلاقيات اصحاب الانتظار الايجابي ان يكونوا مصادر خير ونفع في المجتمع ؛ ومتفاعلين ايجابيا مع الناس ، ومداومين على صنع المعروف ، وسباقين الى الخيرات ، ومسارعين الى فعل المكرمات .

يقول المرجع الشهيد السيد الصدر الأول قدس :
( وإنما هذا الانتظار الكبير ليس إلا انتظار اليوم الموعود، باعتبار ما يستتبعه من الشعور بالمسؤولية والنجاح في التمحيص الإلهي، والمشاركة في إيجاد شرط الظهور، في نهاية المطاف… كل ذلك لمن يشعر بهذا الانتظار ويكون على مستوى مسؤوليته، بخلاف من لا يشعر به، بل يبقى على مستوى المصلحة والأنانية… فإنه لن ينال من هذه العبادة الفضلى شيئاً ). (٧)

ومن الواضح ان من أبرز مصاديق المشاركة في تحقيق الأهداف المهدوية هو الاتيان بالأعمال الصالحة بمعناها الواسع ، بما يُسهم عمليا في إصلاح القلوب ، و إشاعة الرحمة ، وتوكيد الاواصر الاجتماعية السليمة ، وتقوية ركائز البناء الاجتماعي القائم على الفضائل والقيم النبيلة الماخوذة من روح الإسلام .
قال تعالى :(أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) .(٨)

وفي روابة عن الامام الرضا :
(الخيرُ منه مأمول والشَّرُّ منهُ مأمونٌ، يستكثِرُ قليلَ الخير من غيره ويستقلُّ كثير الخير من نفسه، لا يسأمُ من طلب الحوائج إليه ) . (٩)
____
ج – الاقتداء الواعي بأهل البيت ع في القول والعمل :

من متطلبات الانتظار الايجابي هو الاقتداء الواعي بسيرة ومسيرة أهل البيت ع في القول والعمل ، رفان ادعاء المحبة والولاء في الشعارات والكلمات و المقولات لا يكفي دون الاقتداء والتاسي في الافعال والتصرفات والاداءات والممارسات الفردية والاجتماعية .
روي عن الإمام الصادق ع : (ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا، ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه، واتبع آثارنا وعمل بأعمالنا، أولئك شيعتنا ) . (١٠)

وروي عن الإمام الباقر ع : ( أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت، فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله ) . ( ١١)
____
د _ العمل الدؤوب المتواصل بلا كلل ولا ملل ، ولا تقاعس ولا تقهقر في خدمة رسالة الاسلام ، وهذا يكون نابعا من الايمان الحقيقي المتصف بالصبر وسعة الصدر ، المتزين بالأمل وقوة الارادة ، المرتكز على العلم والتفقه . وهذا العمل يتسع ويمتد ويتطور كلما توفرت له الظروف ، وفتحت له الابواب في كل مجالات الحياة ؛ في التعليم و الاجتماع والسياسة ، والإعلام والاقتصاد والتبليغ و .. الخ .
وهذا العمل يثمر وينتج لانه يكون نابعا من اخلاص وكفاءة وامانة ورسالية المنتظر _ بكسر الظاء _ المحب الواعي الذي لا يهدأ ليلا ولا نهارا شوقا لسيده ، واخلاصا لمولاه ، وعملا لتعجيل ظهوره وفرجه الميمون .

قال تعالى : ( حْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ) . ) (١٢)
روي عن الإمام الصادق ع : ( طوبى لشيعة قائمنا، المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) . (١٣) ،
ويروى عن الامام الجواد ع : ( له غيبة يكثر ايامها ، ويطول امدها ، ينتظر خروجه المخلصون. . ) . (١٤)
وهنا يستحق المنتظر العامل ان يكون اجره كأجر الشهيد ، روي عن الإمام علي ع : ( المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله ) . (١٥)

والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
اللهم عجل لوليك الفرج
____

الهامش :
١ . الكافي ، الكليني ، ج ١ ، ص ٣٣٧ ، ح ه
٢ . ن ، م ، ج١ ، ص ٢١٩ ، ح ٤
٣ . ن ، م ، ج١ ، ص ٢١٩ ، ح ٣
٤ . يوسف : ٨٢.
٥ . بحار الانوار ، المجلسي ، ج ٩٢ ، ص ٣٣٣.
٦ . شرح نهج البلاغة ، المعتزلي ، ج ١٠ ، ص ١٤٣ .
٧ . الموسوعة المهدوية ،الصدر ، ج٢ ، ص٣٦٣ .
٨ . المؤمنون : ٦١.
٩ . تحف العقول ، الحراني ، ص ٤٤٢.
١٠ . بحار الأنوار، المجلسي ، ج ٦٥، ص ١٦٤ .
١١ . الكافي ، الكليني ، ج٢ ، ص ٧٤ .
١٢ . الكهف : ١٣ .
١٣ . بحار الأنوار، المجلسي، ج٥٢ ، ١٤٥
١٤ . كمال الدين واتمام النعمة ، الصدوق ، ص ٢٧٨ ، باب ٣٦ ، ج٣ .
١٥ . بحار الأنوار ، المجلسي ، ج٥٢ ، ص١٢٣

الشيخ عمار الشتيلي

مشاركة المقال:

مقالات مشابهة

روايات في فضل الإمام الحسن المجتبى عليه السلام

آيات في فضل الإمام الحسن المجتبى عليه السلام

رقية.. زهرة ذبلت قبل الأوان!

الجدول

  • على الهواء
  • التالى
  • بعد

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

مناسبات شهر رمضان

وفاة الصديقة خديجة الكبرى عليها السلام

10

ولادة سبط النبي الاكرم (ص) الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام

15

شهادة مولى المتقين الامام علي عليه السلام

21

ليلة القدر

23

تابعنا

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لقناة النعيم الفضائية