البث المباشر
  • الرئيسية
  • من فكر المرجع اليعقوبي
  • أهل البيت
  • المناسبات الإسلامية
  • الدين والحياة
  • البث المباشر

التنازل عن الذكورية الاجتماعية خطوة نحو الجندر

التنازل عن الذكورية الاجتماعية خطوة نحو الجندر

06 أغسطس 2023
208 منذ سنتين

من الأمور الواضحة في الشريعة الإسلامية، أن الإسلام جعل القيادة والقوامية للرجل على المرأة فيما يتعلق بإدارة شؤون الأسرة والمجتمع.

 

إذ أن الله تعالى لم يعط مقام النبوة أو الإمامة لإمرأة قط، وحصر ذلك بالأنبياء والأوصياء الرجال، رغم وجود نساء عظيمات مقدسات كفاطمة الزهراء (عليها السلام).

كما لم يجوز الإسلام أن تكون المرأة مرجعاً دينياً أو قاضياً شرعياً، بل لا يجوز للمرأة أن تؤم الرجال في صلاة الجماعة،
وحتى على مستوى الأسرة جعل الله تعالى القوامية للرجل، بل جعل أمر خروج الزوجة من بيتها مشروطاً بإذن زوجها، فلا تخرج إلا بإذنه.

وننوه هنا أن هذه القوامية للرجل على المرأة لا تعني الأفضلية عليها أمام الله تعالى، فالرجل والمرأة متساويان أمام الإسلام، كلٌ بحسبه وبحسب التكاليف المنوطة به، وتكون الأفضلية لأكثرهما طاعة لله، سواء كان الرجل أم المرأة،
فالزوجة الصالحة المؤمنة إن كان زوجها عاصياً فهي عند الله أفضل من زوجها، وهي تدخل الجنة وهو يدخل النار،
بل إن الإسلام يتعامل بهذه الأفضلية في الدنيا أيضاً، حيث يقبل شهادة المرأة العادلة ولا يقبل شهادة الرجل العاصي.

وإنما الكلام في تحمل مسؤولية القرارات المصيرية للأسرة وأفرادها، فيما يخص تربيتهم وتأديبهم ومستقبلهم، ومتابعة تصرفاتهم ومعاقبتهم على الأخطاء، واختيار الزواج الصحيح وخصوصاً للبنات….

وبذلك نكون قد ضبطنا إيقاع الأسرة وأفرادها بما يتلائم مع المبادئ العقلائية والدينية العامة، لأن الرجل أكثر حزماً في ترجيح الاختيار الصحيح على الرغبات الشخصية، فلا يتأثر ببكاء ابنته إذا منعها من لبس البنطلون، ولا بزعل ابنه إذا منعه من شراء دراجة نارية، لأنه يعرف العواقب ويتحمل مسؤوليتها.

كما أنه لا يتأثر بكلام ابنته الزعلانة من زوجها تريد الطلاق منه، بل يصبرها ويجبرها على الرجوع إلى بيت زوجها،
بينما لو كان الأمر بيد الأم فهي تخفي ما يفعله أبناؤها وبناتها من أخطاء عن أبيهم، ولا تضغط عليهم، وتساعد ابنتها على الطلاق من زوجها، وبذلك ينتشر الفساد أكثر لدى الشباب، وتكثر حالات الطلاق.

هذه أمثلة بسيطة من فوارق قيادة الرجل عن المرأة، وانعكاسات ذلك على المجتمع، وهذا هو المقصود بالذكورية الاجتماعية.

ولكن الأمر المؤسف أن عدداً لا يستهان به من رجال الدين والمفكرين الإسلاميين وغيرهم، وقعوا تحت ضغط حملة (المساواة) وضعفوا أمام هذا المد، فأخذوا ينظّرون للمساواة إسلامياً، ويلوون عنق النصوص الواضحة، ويتكلمون بنفس طريقة أهل الغرب، من أن المرأة لا تختلف عن الرجل وتمتلك قابليات كبيرة وأن الإسلام لا يفرق بينهما،
وهؤلاء عندما يصطدمون ببعض الأحكام تراهم يتخبطون ويفسرون تفسيرات غريبة، فمثلاً عندما يقول القرآن { فَٱنكِحُوا۟ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَاۤءِ مَثۡنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَۖ }

يقولون إن تعدد الزوجات مشروط بوجود العذر فلا يجوز للرجل أن يتزوج من ثانية إلا إذا إذا كانت الأولى مريضة، أو لا تنجب أو غير ذلك!!!

ثم تطور موقف هؤلاء إلى الدعوة لرفع الظلم عن المرأة في المجتمع الإسلامي، ووصفوا القوامية بأنها دكتاتورية وتسلط، وأخذ الكثير من الخطباء يركزون على هذا الموضوع في مواسم التبليغ ويوبخون أرباب العوائل على تشددهم المزعوم.

ثم جاءت حملات وندوات (نبذ العنف ضد المرأة) وكأن عوائلنا تعيش العصر الجاهلي!

فأين العنف ضد المرأة في مجتمعاتنا وهذه بناتنا تملأ المدارس والجامعات والوظائف والبرلمان؟!!!

وبسبب هذا التراجع (الإسلامي) عن الذكورية الاجتماعية، تهيأت الأرضية لطرح (قانون العنف الأسري) سيء الصيت، والذي تسعى الدول الغربية لتشريعه في العراق منذ سنوات، وفحوى هذا القانون هو منع الآباء من تربية وتأديب أبنائهم، ويعتبر الأب الذي يحاسب ابنته على خروجها وصداقاتها وملبسها، يعتبر مخالفاً للقانون ويعاقب على فعلته هذه!!!

أي أنه قانون رفع القوامية وترك الأولاد في مهب الريح.

ويتكرر الأسف هنا عندما رأينا الصمت المطبق أمام محاولات تشريع هذا القانون في العراق، بل ارتفعت أصوات بعض المحسوبين على الدين للمطالبة بتشريعه، ولولا وقفة بعض المؤمنين في البرلمان وخطب الجمعة ومواقع التواصل لتم تمرير قانون العنف الأسري المشؤوم.

وها نحن اليوم وبعد حملات (المساواة، العنف ضد المرأة، حرية المرأة، قانون العنف الأسري، تمكين المرأة)
نتعرض للهجوم الكارثي الذي لا يبقي ولا يذر، وهو الدعوة لتشريع قانون الجندر والمثلية، الذي لا تقبله الحيوانات فضلا عن الإنسان، حيث وصل الأمر بالحضارة الغربية إلى إلغاء الذكر والأنثى، والسماح للذكور بالتزاوج فيما بينهم، وكذلك الإناث.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

من هنا فإن علينا الرجوع إلى الفطرة السليمة التي فطرنا الله عليها، وأن نتعض مما أوصلتنا إليه المساواة ودعواتها، وندوات العنف ضد المرأة، وأن نرسخ الذكورية (الاجتماعية) في خطاباتنا وكتاباتنا، بلا تردد أو خجل، وهذا هو السبيل الوحيد لحماية مجتمعنا وأسرنا من الانحراف والسقوط في وحل الرذيلة والحيوانية.

{ ٱلرِّجَالُ قَوَّ ٰ⁠مُونَ عَلَى ٱلنِّسَاۤءِ }

نقطة رأس سطر

 

الشيخ كامل الباهلي

٥ محرم ١٤٤٥

الذكورية الاجتماعية حماية للأسرة والمجتمع

 

يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

مشاركة المقال:

مقالات مشابهة

((ليقوم الناس بالقسط)): قراءة أدبية في ضوء النهضة الحسينية

حقائق عن معاوية بن أبي سفيان

بنو أمية في الميزان

الجدول

  • على الهواء
  • التالى
  • بعد

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

مناسبات شهر رمضان

وفاة الصديقة خديجة الكبرى عليها السلام

10

ولادة سبط النبي الاكرم (ص) الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام

15

شهادة مولى المتقين الامام علي عليه السلام

21

ليلة القدر

23

تابعنا

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لقناة النعيم الفضائية