البث المباشر
  • الرئيسية
  • من فكر المرجع اليعقوبي
  • أهل البيت
  • المناسبات الإسلامية
  • الدين والحياة
  • البث المباشر

أيام لا تنسى…موعظة وتذكير

أيام لا تنسى…موعظة وتذكير

24 مارس 2022
591 منذ 3 سنوات

أول ساعات وأيام الدراسة في حوزة النجف الأشرف (جامعة الصدر الدينية) سنة 1417 هـ ــ 1997 م، كانت أجمل الأيام في الطاعة والعلم والتوجه الروحي والصفاء.مع اخوتي الطلبة في المرحلة الأولى، الظاهرين في الصورة الملحقة من اليمين وقوفا: ظافر الجصاني، رعد هاشم، احمد الياسري، احمد مهدي، عادل مطر، علي كامل، عبد الامير فالح، احمد شمخي، على ناهي ( رحمه الله)، علي خليفة، وتغيّب عن التصوير ( ثائر عبد الحميد)، مع السيد جعفر محمد باقر الصدر، والسيد سلطان كلانتر والشيخ طلعت … وإن كانت تلك الأيام لا تخلو من مشاق وصعوبات حقيقية:

منها: الوضع الأمني الخانق الذي كان يفرضه المجرم صدام وزمرته على المؤمنين الملتزمين دينياً، فما بالك بمن يتوجّه في ذلك الجو الى الحوزة العلمية للدراسة فيها، فيرتدي الزي الحوزوي الروحاني، ويرشد ويوجّه ويعلّم الناس أحكام دينهم و يجعلهم يبصرون حقيقة ما يريده الله تعالى لهم من رفض الظلم والطغيان و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و مباينة الباطل وأهله ونحو ذلك ممّا يخشاه النظام الصدامي ويخاف منه، وفي أول اسبوع من التحاقي بحوزة النجف الأشرف، سرعان ما طرق باب بيتنا المسؤول الأمني والحزبي في منطقتنا، ليسأل عنّي بالتفصيل ويسجّل المعلومات كاملة، ولماذا ذهبت الى الحوزة ، واين تدرس ، وماذا تريد أنْ تصبح وووو عشرات الأسئلة المهزومة كما اعتدناها منهم.

واستدعاني للحضور في مقر الأمن وفرقتهم الحزبية للتحقيق وتسجيل المعلومات … هكذا كانت الأجواء قبل أنْ يفتح سيدنا الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) أبواب حوزة النجف على مصراعيها ويوسّع ـ كماً ونوعاً ـ بأعداد المقبولين من طلبتها حتى صار في كلّ منطقة طالب علم معمّم يصلّي جماعة، ويرشد الناس، ويبين أحكام الدين، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وعلى كلّ حال فالنظام الصدامي ورجالاته أرادوا أنْ يزرعوا الخوف في نفوسنا لعلّنا نتردّد أو نتراجع عن المضي قدماً في الالتحاق بالحوزة العلمية في النجف الأشرف، وإنْ كنت أنسى فلا أنسى المواقف الشجاعة التي كان يتحلّى بها شقيقي الأكبر الدكتور عقيل طالب (ابو احمد) حيث كان السند والملاذ في الصعاب بشجاعته وحكمته وحنكته في المواقف الصعبة، فقرَّر الذهاب نيابة عنّي الى مقر الأمن واخبارهم أنَّي قد سافرت الى النجف، وهو يتكفَّل بإبعاد شرّهم عنّي، جزاه الله ألف خير

ومنها: الظروف التي زامنت تلك الفترة من صعوبات الحياة الخانقة لعموم الناس فضلا عمّن يقرر الالتحاق بالحوزة العلمية في النجف الأشرف

ومنها: الصعوبات الخاصة التي كنّا نواجهها نحن طلبة البصرة حيث تغلق بناية جامعة الصدر الدينية ظهر يوم الأربعاء لدواع أمنية، فينزل اخوتنا الطلبة الى محافظاتهم القريبة، ويعودون للدوام يوم السبت بينما نحن الثلاثة ــ حيث كان معي اخي وصديقي ورفيق العلم والعمل والجهاد فضيلة الشيخ علي خليفة، و الأخ المهذَّب الخلوق الشيخ رعد هاشم رعاهما الله تعالى ــ لا يتسنّى لنا السفر الى البصرة لبعد المسافة، وضعف الحالة المادية، ورغبتنا في استثمار وقتنا بالقراءة والمطالعة وتحضير الدروس، لكن اين نذهب في النجف وقد اغلقت ابواب بناية الجامعة؟!، فرأينا أفضل الحلول أنْ ننزل في فندق مناسب ورخيص ولكن الوضع الأمني هاجسُ قلقٍ لنا، وفي كتبنا التي بأيدينا حلقات السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) التي كانت منهجاً درسياً لنا في علم الأصول، ولم يكن يومئذ متعارفا تدريسها في الحوزة العلمية لأسباب شتى! .

فكان القرار أنْ نعتمد على تطابق استخارتين في الفندق الذي نريد المبيت فيه ، فلم تجتمع استخارتان ايجابيتان في العديد من الأماكن التي مررنا عليها الى ان توافقتا ايجابا في فندق في الشارع المعروف بشارع الرسول (صلى الله عليه واله) وفعلا كان صاحبه طيبا و متفهما لوضعنا، وهكذا كل اسبوع كنا نحن الثلاثة نبيت آخر ايام الاسبوع في هذا الفندق، حيث طعامنا اللبن الخاثر وقرص الرغيف وهذا ما نتمكن منه ولله الحمد، ثم نلتحق يوم الجمعة عصرا الى بناية الجامعة.

نعم في أيام الزيارات المخصوصة كنا لا نجد مكانا في هذا الفندق ولا غيره، لكثرة الزوار، فنفترش الأرض مع الزوار ، ولا أنسى تلك الليلة التي قضيناها ونحن نفترش الأرض بجوار مرقد الرجل الصالح صافي صفا اليماني.

وقبل آذان الفجر استيقظنا لأداء صلاة الليل، ثم صلاة الفجر، فلم يستطع الشيخ علي خليفة النهوض عن الأرض إلَّا بصعوبة بسبب ما تركته التعرّجات على الأرض الوعرة من تشنّجات في ظهورنا حيث كان فراشنا بعض الكارتونات التي ننام عليها ووسادتنا متاعنا وما نحمله معنا وربما كان غير ذلك…

ومنها: الأجواء الحوزوية الضاغطة أبان تصدي السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) للمرجعية وقيادة الحوزة، وبحمد الله كان اختلاطنا قليلاً بالأجواء العامة لتفرّغنا التام للدرس والامتحانات، وزيارة ضريح أمير المؤمنين (عليه السلام)، والحضور في براني السيد (قدس سره) في أوقات الفراغ

ومنها : الوقفية الصارمة في بناية الجامعة حيث يمنع أنْ نخرج من البناية اطلاقا في ايام الدرس خلال الاسبوع الى نهايته حيث ننزل يوم الأربعاء بعد الظهر، حيث كانت دروسنا داخل البناية.

وما أجملها من صعوبات ظاهرية، ذقنا بها لذة العلم المعنوية، وأحسسنا باللطف الإلهي الذي يرعانا، وفتحت لنا آفاق الكمال والبصيرة، ووفرت لنا فرصة للقراءة والمطالعة والمباحثة ومراجعة الدروس والعبادة الجماعية ومعاشرة الاخوان من طلبتنا الكرام وغير ذلك من البركات
وقد قيّض لنا الله تعالى نحن الثلاثة أول شهرين في الدراسة فلم ننزل الى أهلنا وبقينا في النجف الأشرف، للتفرّغ الى التحصيل العلمي، ولا زلت أجد لذّة تلك العلوم والمعلومات التي حصلت عليها في تلك الفترة، بل كانت حافزا روحيا ومعنويا للاستمرار بطريق العلم والعمل وتحمّل مشاقّه وصعابه في سبيل الله تعالى

💧 وهنا أريد أن اذكر نفسي وأخوتي جميعا من طلبة العلوم الدينية في حوزة النجف الاشرف وغيرها من صروح العلم (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) الذاريات: 55

وأقول: هكذا كانت الظروف سابقا؛ خوف من سطوة النظام البائد، ومطاردة أمنية وتعذيب وسجون، ومعاناة ، واحتياج ، وجوع، وضغوط اجتماعية وآلام وغيرها ، ومع ذلك اختار المؤمنون الصادقون طريق الحق وطلب العلم وضحوا في سبيله فيتضاعف علينا التكليف الآن ونحن نعيش زمن الرفاه واليُسر نسبياً بالمقارنة مع ما كان سابقا، لذا تتأكد الحجة علينا وتتضاعف المسؤولية بيننا، فيلزمنا أنْ نشدَّ من عزمنا ونستثمر وقتنا ونبذل طاقتنا في سبيل العلم وكسب المعارف والتحصيل ونيل المآثر ، ونزكّي هذا العلم بالعمل والتبليغ وهداية الناس وارشادهم ومساعدتهم فيما يعنيهم من أمور حياتهم، وفتح ابواب الطاعة والكمال أمامهم، عسى أنْ يتقبّلنا الله تعالى ويجعلنا ممّن قال فيهم: ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَ يَخْشَوْنَهُ وَ لا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ حَسِيباً) الأحزاب : 39، و (خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون) المطففين: 26

ميثم طالب الفريجي

مشاركة المقال:

مقالات مشابهة

قناديل العارفين: حين يُسلم العارف قنديله لعارفٍ آخر

الأمل لايموت؟ قصة شاب معاصر لحركة السيد الشهيد الصدر الثاني قدس سره؟

بعض كلمات الشهيد الصدر الثاني بحق المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي

الجدول

  • على الهواء
  • التالى
  • بعد

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

لا توجد برامج متاحة في هذا التوقيت

مناسبات شهر رمضان

وفاة الصديقة خديجة الكبرى عليها السلام

10

ولادة سبط النبي الاكرم (ص) الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام

15

شهادة مولى المتقين الامام علي عليه السلام

21

ليلة القدر

23

تابعنا

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لقناة النعيم الفضائية